بلدي نيوز - (ليلى حامد)
افتقدت موائد السوريين إلى الكثير من اﻷطباق، ومع تزايد اﻷزمة، وتدني مستوى اﻷجور، بدا واضحا أنّ "اللحوم" باتت في عداد المنسيات تماما.
ويؤكد عدد من الجزارين الذين تمكنت مراسلة بلدي نيوز، من حوارهم في العاصمة دمشق، أنّ السوق تفتقد لمعظم أصناف وأنواع اللحوم الحمراء.
وقال أحدهم (الجزارين) مفضلا عدم ذكر اسمه؛ أن السبب في ذلك هو الارتفاع الحاد في أسعار اللحوم، فضلا عن عمليات تهريب المواشي إلى لبنان، والعراق، واﻷردن.
وتشير تقارير مختصة موالية، إلى ذلك وتتقاطع المعلومات في التبريرين السابقين، وسط غياب دور لحكومة النظام وشلل تام في التعاطي مع الملف.
وتحدث عدد من أبناء العاصمة دمشق، مؤكدين لمراسلتنا، أن تدني الرواتب، وانخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية، يوما بعد يوم أسهم في اﻹحجام عن شراء اللحوم الحمراء.
ويواصل سعر اللحوم الحمراء ارتفاعه، بالتزامن مع انهيار الليرة أمام الدوﻻر، وفق تقارير رسمية.
وبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من لحم الغنم ١١ ألف ليرة سورية، وكيلو لحم الخاروف ١٣ ألف ليرة، وكيلو لحم البقر ٧ آلاف ليرة، وكيلو لحم العجل ٦ آلاف ليرة.
ويتكبد تجار المواشي خسائر ضخمة، جراء ركود حركة السوق، ما يدفع إلى سياسة "التهريب".
ورغم محاولات "الجمارك" التابعة للنظام، من ضبط الحدود، إﻻ أن المتنفذين والتابعين لما يسمى بـ"الدفاع الوطني" وغيرها من الميليشيات الموالية والمنتفعة تجد غالبا مخرجا وتلتف على الرقابة، حسب ما أفادنا مصدر مطلع في إدارة الجمارك.
وتكشف بعض التقارير لمواقع إعلامية موالية، عن ضبط مهربين لمادة اللحوم، بين الحين واﻵخر، فيما تبقى الصفقات الكبيرة خارج "عين الرقيب" على اﻷقل، حسب رأي من تحدثوا لبلدي نيوز، بهذا الشأن.
وبحسب تقييم احتياجات الأمم المتحدة لعام 2019، فإنّ واحدا من 83% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
ويذكر أنّ الفجوة بين المرتب الشهري "اﻷجر" والأسعار في السوق تزداد اتساعا بشكل مضطرد، بسبب تدهور الليرة أمام الدوﻻر.
وباﻻستناد إلى سقف الرواتب اﻷخير في مناطق النظام، والذي يصل إلى خمسين ألف ليرة، فإنه بالكاد يفي بشراء بعض اﻷساسيات، الخبز أحدها، ما يعني خروج اللحوم من قائمة الكماليات أيضا، حسب توصيف من تحدثوا لبلدي نيوز.
