بلدي نيوز - (ترجمات)
قالت صحيفة "نيويورك تايمز " الأمريكية، في تقرير لها، إن ملايين السوريين في شمال غربي سوريا، يعيشيون في حالة فقر شديدة وحرمان للأمان.
وسلّط التقرير الضوء على مجموعة من النازحين يُقدر عددهم 150 عائلة يعيشيون في ملعب لكرة القدم داخل مدينة إدلب، ويضم مخيمات متهاكلة تحت صفوف المدرجات، وجميعهم يرفضون العيش داخل مناطق حكم نظام الأسد.
وأشار التقرير إلى وجود 1300 مخيم في شمال غربي سوريا ينتشر في الأراضي الزراعية الترابية، وأن جميع قاطنيهم من النازحين الذين يكافحون لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
ونوه تقرير الصحيفة، أن الشمال السوري، أصبح وجهة الملاذ الأخير للسوريين الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، بعد أن هجرهم النظام السوري.
وقال مارك كاتس، الذي يشغل نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا، إنه "لا يمكن لهؤلاء النازحين الاستمرار في العيش إلى الأبد في الحقول الموحلة تحت أشجار الزيتون على جانب الطريق".
ونقلت الصحيفة على لسان رئيس حكومة الإنقاذ، علي كده، قوله "إن هيئة تحرير الشام استطاعت إنشاء حكومة الإنقاذ السورية، التي تضم أكثر من 5000 موظف و10 وزارات، بما في ذلك العدل والتعليم والزراعة.
وأوضح التقرير، أن الحكومة آنفة الذكر، غير معترف بها دوليا وأنها تكافح من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة للمنطقة، لكن المنظمات الأجنبية ترفض التعامل معها باعتبارها واجهة مدنية تسمح لمجموعة محظورة بالتفاعل مع المنظمات الأجنبية، ويتهمونها وهيئة تحرير الشام باحتجاز المعارضين وإغلاق الأنشطة التي تتعارض مع آرائها الإسلامية.
ونقل التقرير شهادات عدّة من نازحين سوريين في مخيمات الشمال السوري، وكان أبرزهم، الشاب "أحمد أبو خير" والذي فقد وظيفته في مطعم سياحي أغلق مع بدء الحرب، وفتح مكانا أصغر دمره قصف نظام الأسد لاحقا. ليقوم بعدها بافتتاح مطعم آخر؛ لكنه تركه عندما سيطرت قوات النظام السوري على المنطقة العام الماضي جنوبي إدلب، ليقول للصحيفة: "نحن مقتنعون بأن الحياة الطبيعية يجب أن تستمر". "نريد أن نعيش".
وأشار التقرير إلى أن تقدم نظام الأسد نحو منطقة إدلب، أدى إلى زيادة الضغط على الخدمات الطبية في إدلب.
وقالت الطبيبة النسائية "إكرام حبوش" للصحيفة، والتي تعمل في مستشفى الولادة بمدينة إدلب، إنها وقبل الهجمة الأخيرة لنظام الأسد على منطقة إدلب وانحسار السكان في الرقعة الجغرافية الصغيرة، كانت تولد ثلاثة أو أربعة أطفال كل يوم، ولكن الآن ونظرا لفرار العديد من الأطباء وقلة المرافق، غالبا ما تشرف على ولادة 15 امرأة يوميا.
وأكّدت أن المستشفى مزدحم بشكل دائم ويفتقر إلى الوسائل للتعامل مع الحالات الصعبة.
وقالت "في بعض الأحيان يكون لدينا أطفال يولدون قبل الأوان، ولكن ليس لدينا مكان لوضعهم، وبحلول الوقت الذي يمكننا فيه نقلهم إلى تركيا، يكون الطفل قد مات".
وكان كشف تقرير لوكالة الأمم المتحدة للأطفال "يونسيف"، أن الحرب السورية أسفرت عن مقتل حوالي 12 ألف طفل.
وأكّد التقرير وقتها على أن الحرب جعلت حياة ومستقبل جيل من الأطفال معلقا، فيما لا يزال وضع العديد من الأطفال والعائلات محفوفا بالمخاطر، وأن حوالي 90 في المئة من الأطفال يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة بلغت نسبتها 20 في المئة في العام الماضي وحده.