بلدي نيوز
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن وفاة المواطن الأميركي والناشط الإنساني "مجد كم ألماز" داخل سجون النظام السوري، بعد أن اختفى في سوريا عام 2017.
وذكرت الصحيفة، أنه وفي وقت سابق من هذا الشهر، وفي أحد فنادق واشنطن، أخبر مسؤولو الأمن القومي أسرة "مجد" أن معلومات سرية ذات مصداقية عالية تشير إلى أنه توفي في المعتقل "محتجزاً في أحد أسوأ أنظمة السجون في العالم".
وقالت بنات "مجد" إنهما سيقاتلان من أجل محاسبة النظام على اعتقال والدهما ووفاته، وتخطط الأسرة لمقاضاة حكومة النظام السوري للحصول على تعويضات والسعي لتحقيق العدالة للآخرين الذين ما زالوا رهن الاحتجاز.
وأضافت أولا كم ألماز، الابنة الكبرى: "لقد اختطفوه وأخفوه حرفياً، لم نسمع منهم شيئاً، هذا غير مقبول".
ووفق الصحيفة، فإن تأكيد وفاة كم ألماز، والتي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، يسلط الضوء على الاعتقال الوحشي والتعذيب في السجون السرية بسوريا، والتي ازدهرت في عهد بشار الأسد، علماً أن حكومة النظام تنفي أنها تستخدم التعذيب وغيره من الانتهاكات لإسكات المعارضة.
من هو كم ألماز؟
مجد كم ألماز هو طبيب نفسي ولد في سوريا ثم هاجر إلى الولايات المتحدة طفلاً، وكان يبلغ من العمر 59 عاماً عندما اختفى في سوريا، كان يدير منظمة غير ربحية في لبنان لمساعدة اللاجئين على التعامل مع الصدمات عندما قاد سيارته إلى سوريا في منتصف شباط 2017 لزيارة أحد أقاربه المصابين بالسرطان.
وبمجرد وصوله إلى دمشق، اتصل بزوجته ليخبرها أنه وصل بالسلامة، ولم تسمع الأسرة منه مرة أخرى، لم تعترف سوريا قط باحتجاز السيد كم ألماز، وكانت هناك معلومات قليلة حول مكان وجوده.
وذكرت مريم، الابنة الأخرى له، أن "سوريا صندوق أسود مظلم للغاية".
وفي كانون الثاني 2020، زار أشخاص من مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل العائلة في تكساس، وذكروا أن لدى الحكومة الأميركية معلومات تفيد بأن كم ألماز أصيب بأزمة قلبية في سوريا وتوفي.
في ذلك الصيف، سافر أفراد الأسرة إلى واشنطن، حيث أظهر لهم مكتب التحقيقات الفيدرالي وثيقة مكتوبة باللغة العربية، تشير إلى أن أمجد نُقل إلى المستشفى بسبب قصور في القلب لكن الأطباء فشلوا في إنعاشه.
وأضافت مريم كم ألماز: "لقد أذهلنا التاريخ الموجود في تلك الوثيقة". وكان والدها يتمتع بصحة جيدة، مما يجعل وفاته بعد أربعة أشهر فقط من اعتقاله تبدو غير محتملة، حيث قالت: "لقد شككنا في تلك الورقة بسبب التاريخ، لم يكن له أي معنى".
وتابعت: كيف يمكن أن يصاب بسكتة قلبية ويموت إلا إذا فعلوا به شيئا؟".
وطلبت العائلة المساعدة من السفير التشيكي في ذلك الوقت، الذي عمل في كثير من الأحيان كوسيط منذ أن قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع النظام السوري.
ودانت المنظمة السورية للطوارئ (SETF) بشدة التعذيب والاغتيال الوحشي الذي تعرض له مجد كم ألماز على يد نظام الأسد، والذي اعتُقل في سوريا عام 2017، إذ أعلنت وقوفها إلى جانب عائلته في هذا الوقت العصيب، بكونها منظمة عملت عن قرب مع عائلة كم ألماز منذ اعتقاله للمطالبة بإطلاق سراحه وتحقيق العدالة.
ونقلت المنظمة عن مريم كم ألماز، قولها: "ببالغ الحزن نعلن وفاة مجد كم ألماز. كان الابن المحب، والزوج الرائع، والأب ذا القلب الطيب. ورغم أن هذه كلمات بسيطة لوصفه، فإن ما ميّزه حقاً عن غيره هو تعاطفه وحبه العميق للآخرين، على مدى السنوات السبع الماضية، كافحنا لتجاوز غيابه، وكانت آمالنا معلقة بخبر عودته، ولكن اليوم، نتقبل بحزنٍ مرير أن الفراغ الذي تركه لن يملأه وجوده مجدداً".
وأوضحت المنظمة، أن خبر اغتيال مجد كم ألماز على يد نظام الأسد يشكّل ضربة مدمّرة لعائلته وأصدقائه وجميع الذين ناضلوا بلا كلل من أجل حريته.
وتابعت: "يؤكد هذا العمل العنيف والجبان، الطبيعة الوحشية والقمعية لنظام الأسد، الذي يواصل ارتكاب الفظائع ضد المدنيين الأبرياء من جميع الجنسيات، مع الإفلات من العقاب، بينما يستمر فشل المجتمع الدولي في حمايتهم".
وختمت: "يجب محاسبة نظام الأسد على جرائمه، ويجب تقديم المسؤولين عن الاعتقال غير القانوني واغتيال مجد كم ألماز إلى العدالة من دون تأخير".