بلدي نيوز
تحدث مراسل صحيفة "نيويورك تايمز"، بن هوبارد، لقناة "سي إن إن" عن الوضع التي آلت إليه سوريا في أعقاب الحرب التي استمرت 10 سنوات، والتحديات التي يواجهها الشعب هناك جراء تدهور الاقتصاد في البلاد.
وكان "هوبارد" أحد المراسلين الذين تابعوا قصة تحول سوريا من تصدير النفط وزيت الزيتون وغيرها، لتكون مركزا لتصدير المخدرات، وعلى رأسها الكبتاغون.
وقال هوبارد في المقابلة، إنه "بعد 10 سنوات من الحرب، رأينا الدولة والكيانات المركزية تتفكك تماما. ورغم أن الحكومة كما نعرفها في عهد بشار الأسد تسيطر الآن على غالبية الأراضي، لكن داخل تلك المناطق، فإنها لا تزال مكانا محطما للغاية مع اقتصاد مدمر، وأمراء حرب، وجميع أنواع المشاكل الأخرى التي ظهرت بسبب الحرب".
وأضاف هوبارد "لقد رأينا العديد من الأشخاص المقربين من بشار الأسد وأشخاص مهمين آخرين في البلاد يواجهون عقوبات من الولايات المتحدة وأماكن أخرى"، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأفراد، ومن أجل استمرار عملياتهم واكتساب المال، "توجهوا إلى التجارة غير المشروعة، وخاصة المخدرات. لدرجة أن المخدرات التي يقومون بتصديرها الآن هي في الواقع أكثر قيمة من أي من الأشياء القانونية التي تصدرها سوريا".
أما عن خطورة الكبتاغون، أشار هوبارد إلى أن الاسم كان في الأصل "الاسم التجاري لمستحضرات صيدلانية صنعت في ألمانيا وكانت تستخدم لعلاج اضطراب نقص الانتباه والخدار، إنه أحد الأمفيتامينات لذا فهو نوعا ما يمنحك نشاطا. تم حظره دوليًا بشكل أساسي في الثمانينيات بعد أن اكتشف أنه يسبب الإدمان".
وأضاف المراسل أنه "في نفس الوقت تقريبًا، انتشر كعقار ترفيهي"، مشيرًا إلى أنه "بدأ إنتاج الكبتاغون غير المشروع في أماكن مختلفة، والأهم بالنسبة لنا، في لبنان".
من هناك انتقل إنتاج العقار إلى سوريا بعد انهيارها بسبب الحرب، كما أشار إليه هوبارد، الذي قال "أخذ الأشخاص الأقوياء في الحكومة السورية، أو المرتبطون بالحكومة السورية، فكرة إنتاج هذا العقار وتصنيعه، وأخذوه إلى نطاق أكبر بكثير مما رأيناه من قبل".
وتطرق هوبارد في المقابلة إلى أن حركة الأموال غير معروفة، مؤكدا "لكنني أعتقد أننا نعرف ما يكفي لنعرف أن هذا لن يعود إلى الخزانة السورية. لكن ينتهي الأمر في الغالب على الأرجح في الحسابات المصرفية وفلل ويخوت أمراء حرب المخدرات في البلاد".
وكان كشف تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز"، عن أن معظم عمليات إنتاج وتوزيع المخدرات تتم بإشراف الفرقة الرابعة المدرعة في الجيش السوري، وهي قوة نخبة يقودها ماهر الأسد، الأخ الأصغر لبشار الأسد وأحد أكثر الشخصيات نفوذاً في سوريا.
وينخرط في هذه التجارة مجموعة رجال أعمال يتمتعون بصلات وثيقة بالنظام السوري، وميليشيا "حزب الله" اللبنانية، وأعضاء آخرون من أسرة الأسد يحظون بحماية النظام في ممارسة الأنشطة غير المشروعة، وفق تحقيق لصحيفة "تايمز" البريطانية استند إلى إفادات مسؤولين أمنيين في عشر دول وخبراء في تجارة المخدرات.