بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أصدرت وزارة السياحة التابعة للنظام السوري قراراً بإغلاق الحانات ومنع بيع المشروبات الكحولية خلال "ليلة القدر" تحت طائلة المسؤولية.
وجاء القرار بناءً على المرسوم التشريعي رقم /180/ تاريخ 23/3/1952 وتعديلاته، حيث تقر المادة 17 منه: "تغلق الحانات والملاهي ليلة المولد النبوي الشريف، وليلة 27 رجب، وليلة منتصف شعبان، وليلة 27 رمضان من كل سنة".
وفتح هذا القرار الباب واسعاً على جدلٍ حول هوية الدولة السورية بحسب معارضين وموالين على حدٍّ سواء.
ودأب بشار الأسد طيلة الفترة السابقة في التركيز حول "علمانية الدولة"، والتي يعتقد مؤيدو هذا التوجه، بضرورة فصل الدين عن السلطة، ويروجون لسقفٍ مرتفع من الحريات في الممارسات الدينية وغيرها، فيما تبدو شريحة واسعة من السوريين تميل بحكم الأعراف إلى التمسك بالقيم الدينية، ويبدو -بحسب محللين- أنّ الأسد يحاول استرضاء الشريحة الأكبر من الناس، وإبراز وجهه كـ"قائد ديني" بعد أن قصف دور العبادة وسواها تحت التراب.
ويرجح نشطاء أنّ القرار يصب في خانة مغازلة "المسلمين"، مستندين إلى تبريرات الإعلامي في التلفزيون السوري "التابع للأسد"، شادي حلوة، الذي طالب العلمانيين باحترام مشاعر الأكثرية المسلمة مثلما تفعل الأقلية المسيحية، حسب زعمه، واعتبر حلوة أنّ؛ "كل منتقد للقرار هو مشوه للدولة السورية وباحث عن الشهرة".
وحصد القرار استياءً من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وسخر البعض وعلّق؛ "أوقاف أو سياحة؟" في تلميحٍ أنّ وزارة الأوقاف باتت متحكمةً بالكثير من التفاصيل بموجب الصلاحيات التي أسندت إليها بالمرسوم رقم 16.
ويعتقد محللون معارضون أنّ القرار قديم، ودمشق عايشت ذلك في حقبة سبقت دولة الأسد، واحترمت جميع المكونات والأطياف، بالمقابل؛ ترى وجهة النظر تلك أنّ الشارع محتقن بسبب الأزمات، ويحتاج مبرر للتهكم من سلطة اﻷسد وحكومته، مستندين إلى بعض التعليقات التي سألت لماذا ﻻ يوقف القتل في ذات الليلة بريف إدلب وحماة!
فقد كتب أحد المعلقين؛ "يعني بس بليلة القدر؟ وتاني يوم ما في مشكلة مثلاً!! لك شو هالتخلف؟؟"، وذكّر آخر بحملة القصف التي تشنها قوات الأسد وروسيا على إدلب وحماة؛ "شو مشان إيقاف القصف والقتل بالأطفال ما راح يوقف بليلة القدر؟".