واشنطن بوست – (ترجمة بلدي نيوز)
قال السيناتور الجمهوري جون ماكين في صحيفة الواشنطن بوست، وهو يمثل ولاية أريزونا في مجلس الشيوخ الأمريكي: "إن عبارة (لن تتكرر مجزرة أخرى) هي جوفاء فارغة من معانيها عندما نرى مدينة حلب تقع بيد قوات نظام بشار الأسد، بعد حصار وحشي دام لسنوات وانتهى نهاية دموية مع زيادة القوة الجوية الروسية والقوات الإيرانية وميلشياتها المختلفة، وبينما نذكر القتلى في حلب يجب علينا أن نعترف بتواطؤ الولايات المتحدة في هذه المأساة.
لقد تحدث الرئيس أوباما عن الحاجة لأن نكون شهود عيان على الظلم، ولكن ما الذي فعله هو من أجل حلب؟ على ماذا يريدنا أن نكون شهوداً؟ على استخدام القنابل الذكية لاستهداف النساء والأطفال والمستشفيات والمخابز والمستودعات المساعدات والقوافل الإنسانية.
على تطوير واستخدام القنابل البرميلية والقذائف المعبأة بالشظايا والمتفجرات لتلقى بشكل عشوائي من الطائرات لقتل وتشويه أكبر عدد ممكن من المدنيين.
أم على تكتيك "النقر المزدوج" وهي الضربات الجوية المصممة لقتل عمال الإنقاذ، مثل الخوذ البيض، عندما يتوجهون إلى مكان الهجوم لإنقاذ الأبرياء.
أم على آلاف اللاجئين الذين يتدفقون من حلب وعشرات الآلاف الذين تركوا تحت رحمة نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
لقد كنت شاهداً على كل هذا أوباما, وأكثر من ذلك، ولم تفعل شيئاً لوقفه".
وأضاف السيناتور الأمريكي: "وكما هو الحال مع المجازر الماضية، ألهم تدمير حلب السياسيين بالمزيد من المحادثات ووهم العمل- باجتماعات لا تنتهي في القصور المذهبة في جنيف وفيينا وأماكن أخرى، وخطوط حمراء ترسم ويتم تجاوزها دون أي عقاب، وتصريحات مثل: (هل يجب أن نقبل حقاً فكرة أن العالم عاجز عن مواجهة مجازر مثل رواندا، أو سربرنيتشا)، السؤال الذي سأله رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2013. (إذا كان هذا هو العالم الذي يريد الناس العيش فيه، فيجب أن يقولوا هذا ويتوقعوا عالماً من المقابر الجماعية).
وهذا ما يحدث الآن، المقابر الجماعية هي أمامنا، وسيكون لحلب صدى عبر التاريخ مثل سربرنيتشا ورواندا، كشاهد على الفشل الأخلاقي والعار الأبدي.
وحتى في الصراع الذي أودى بحياة ما يقرب من 500،000 شخص، وشرد نصف سكان سوريا من منازلهم، وخلق أسوأ أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وولد الجيش الإرهابي لتنظيم الدولة الإسلامية - حتى وسط كل هذا الرعب والفساد، حلب كانت الجريمة الأبرز.
حلب قد فقدت، ولكن الحرب في سوريا لم تنته بعد- ومن المرجح أن تزداد سوءاً مع تكثيف نظام الأسد، إيران، روسيا، تركيا، والأكراد، ودول الخليج وغيرهم القتال على ما تبقى من جثة سوريا".
وختم ماكين: "الولايات المتحدة لا يزال لديها خيار لتغيير الأمور،وكلما طال انتظارنا للمساعدة في إنهاء الحرب، كلما ساءت الخيارات المتبقية أمامنا، ولكن لا ينبغي لأحد أن يعتقد أنه ليس لدينا خيار.
يجب أن نعترف بأن لدينا مصلحة في ما يحدث في سوريا، فذلك ليس فقط دفاعاً عن معاناة الآخرين، بل أيضاً لأن الأمن القومي للولايات المتحدة سيتأثر مع عودة تنظيم الدولة، فصعود التنظيم الإرهابي الأكثر تقدماً في العالم يؤثر علينا، كما رأينا في باريس وسان برناردينو بولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى أزمة اللاجئين التي تزعزع استقرار حلفاء مثل إسرائيل والأردن ويهدد أساس الديمقراطيات.
كما يجب علينا أيضاً أن نعترف بأن الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، لن يكونوا شركاء في مكافحة الإرهاب، في الواقع، فإن العكس هو الصحيح- النظام السوري وروسيا وإيران لم يقاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية، بل إن ذبحهم العشوائي للمدنيين السوريين هو الذي خلق الظروف الملائمة لظهور التنظيم.
وأخيراً، يجب علينا أن نعترف بأن إنهاء الصراع في سوريا لن يكون ممكناً حتى يدرك الأسد ومؤيدوه الأجانب بأنهم لن ينجحوا عسكرياً، فسقوط حلب سيشجعهم فقط على تحويل بنادقهم إلى أهداف قادمة في سوريا.
ويجب علينا أن نتذكر الحكمة من وزير الخارجية السابق جورج شولتز: (الدبلوماسية التي لا تدعمها قوة ستكون في أحسن الأحوال غير فعالة، وخطرة في أسوأ الأحوال).
فقط لأن أمريكا لا يمكن أن توقف كل الرعب في العالم هذا لا يعفينا من المسؤولية"!