نيويورك تايمز- (بلدي نيوز)
قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم الجمعة بأنه من المرجّح أن يتخلّى عن الجهود الأميركية لدعم جماعات المعارضة "المعتدلة" في سوريا الذين يقاتلون نظام بشار الأسد، قائلاً "ليس لدينا أدنى فكرة عن ماهيّة أولئك المقاتلين".
ففي مقابلة له مع صحيفة الوول ستريت جورنال، والتي ناقش فيها إلى حد كبير القضايا الاقتصادية، بما في ذلك رغبته في الإبقاء على أجزاء من قانون الرعاية بأسعار مناسبة، كرّر موقفه الذي غالباً ما اتّخذه أثناء حملته الانتخابية بأن: الولايات المتحدة ينبغي لها أن تركّز على هزيمة تنظيم الدولة، وإيجاد أرضية مشتركة مع النظام السوري وداعميه الروس.
مضيفاً: "لقد كانت وجهة نظرِي مغايرة لكثير من الأشخاص بشأن سوريا، فقد كان موقفي إذا ما كنّا بصدد قتال النظام السوري، فإن النظام السوري يقاتل تنظيم الدولة، وعلينا التخلص من هذا التنظيم، في حين أن روسيا باتت الآن منحازة تماماً للنظام السوري، ولدينا الآن إيران التي أصبحت قوية بسببنا، متحالفة أيضاً مع النظام السوري".
وتشير تصريحات ترامب أنه وبمجرد أن يبدأ بالإشراف على كل من الدعم الشعبي للجماعات المعارضة، والجهود السرية الأكبر التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية، فإنه قد يقلّص أو حتى يتخلّى عن تلك الجهود، ولكن هناك في الواقع حربين في آن واحد تحدث الآن في سوريا.
إحداها ضد تنظيم الدولة، والتي تدعمها الولايات المتحدة بتقديم المعونة لـ 30،000 من المقاتلين الأكراد، الذين أعلنوا في نهاية الأسبوع الماضي عن بداية مرحلة جديدة من المعركة، وبداية تطويق عاصمة التنظيم في الرقة، في حين أن هنالك ما يقرب من 300 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية على الأرض لمساعدة هذه الميليشيات.
وحرب أخرى تتجلى في دعم قوات المعارضة المعتدلة التي تقاتل الأسد، ويعتبر البرنامج السري لل C.I.A. ، إلى حد بعيد أكبر قناة من الدعم، إذ يوفّر الصواريخ المضادة للدبابات للمعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل نظام الأسد، إن هذا هو البرنامج الذي يبدو السيد ترامب أكثر عزماً على إنهائه، إذ قال في لقائه: "إذا ما سعت الولايات المتحدة في هذا الخط فسنكون في نهاية المطاف في حرب مع روسيا، والنظام السوري".
إن منطق السيد ترامب في أن "عدو عدوي هو صديقي"، يتّفق مع ما قاله خلال حملته الانتخابية: "أنا لا أقول بأن الأسد هو شخص جيد، لأنه ليس كذلك" إذ قال لصحيفة نيويورك تايمز مضيفاً لما قاله في مقابلة مارس: "ولكن لدينا الآن مشكلة أكبر بكثير من الأسد، إنه تنظيم الدولة".
كما أن ترامب سيتّخذ أيضاً الموقف الذي سيرضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه يشير إلى أنه وبدلاً من الضغط على روسيا لوقف دعمها للأسد، فإن إدارة ترامب تودّ التنحّي كاملاً عن طريق بوتين.
ويجدر الذكر بأن كلاً من الأسد وروسيا يدّعون بأنهم يهاجمون الإرهابيين في سوريا، -الاسم الذي يطلقونه على أي من معارضيهم، حتى وإن لم يحمل السلاح... أو كان طفلاً رضيعاً أو امرأة أو عجوزاً كهلاً- وبأن على الولايات المتحدة أن تساعدهم في تلك الجهود، إذ اقترحت روسيا في وقت سابق من هذا العام اتفاق تعاون عسكري روسي-أمريكي لاستهداف الجماعات الإرهابية "كما أسمتها"، في حين اعترف وزير الخارجية الأميركية جون كيري بأن حجة روسيا والنظام وتعنّتهم بأنهم يقاتلون الإرهابيين أفشلت جهوده في نهاية المطاف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية في البلاد.