بلدي نيوز – حلب (عبد القادر محمد)
منذ انطلاق الثورة السورية، سارع نظام الأسد إلى اعتقال الكثير من الشبان وخصوصا في المناطق التي بدأت مبكرا حراكها الثوري، وحاول النظام من خلال عمليات الاعتقالات ترهيب الناس وإسكاتهم ومنعهم من الاستمرار بالخروج إلى الشارع.
ومن هؤلاء الشبان المعتقلين الشاب "ماهر درويش" وهو من مدينة "بزاعة" بريف مدينة الباب، حيث تم اعتقاله عام 2012 من قبل مخابرات النظام لدى سيطرتها على المنطقة آنذاك.
"بلدي نيوز" التقت المعتقل السابق ماهر درويش، حيث تحدث عن ملابسات اعتقاله والأيام المؤلمة التي قضاها في سجون نظام الأسد بالقول: "تم اعتقالي من قبل فرع أمن الدولة من إحدى المزارع بتهمة صناعة المتفجرات، وتم نقلنا لفرع أمن الدولة بمدينة حلب، وبقيت تحت التعذيب والتحقيق لمدة شهر، وأصبحت مثل اللعبة بأيدي عناصر الفرع، وما عليك سوى أن تنتظر الموت في كل ثانية من شدة التعذيب الجسدي والنفسي، خصوصا عندما تفكر بأن الذين يعذبونك هم من أبناء بلدك".
وتابع درويش: "بعدها تم نقلي إلى الفرع 285 بالعاصمة دمشق ومنذ وصلت إلى الفرع تم شبحنا أنا ومجموعة من المعتقلين لمدة سبعة أيام، ولا أريد أن أتحدث عن هذه الأيام لأن الألم الذي تعرضت له لا يوصف أبدا. وبعد شهر تم تحويلنا إلى سجن حلب المركزي، والذي كان بالنسبة لي (مقصفاً) مقارنة بالأفرع الأمنية".
وتابع القول: "بعد شهرين بدأ الجيش الحر بمحاصرة السجن، من أجل الإفراج عنا ومن أجل ذلك تم الانتقام منا وتجويعنا وتصفية الكثيرين من السجناء من قبل السجانين، حتى وصل عدد المتوفين إلى 1300 شهيد، إما جوعا أو قتلا، وقد مرت علينا أيام عديدة دون أن نأكل ولو لقمة خبز".
وأردف درويش: "بعد ثلاث سنوات ونصف تم نقلنا إلى سجن حماة، حيث بقينا فيه سنة ونصف السنة، قمنا خلالها بعدة استعصاءات خلال هذه الفترة للمطالبة بأبسط حقوقنا، وبعد معاناة وصبر استطعنا تحصيل بعضها، وبعد مرور ست سنوات في السجون تم الإفراج عني".
طوال سنيّ السجن والاعتقال كان لدى "درويش" أمل بأن يسيطر الجيش الحر على كامل سوريا ويتم الإفراج عنه يوما ما، لكنه خرج من السجن برفقة قطة صغيرة شاركته أيام السجن في حماة، قبل أن تصبح رفيقة دربه إلى الحرية التي ينشدها كل سوري.