بلدي نيوز – (عمر يوسف)
في مشهد يعيد إلى الأذهان ما حدث في حلب بداية الثورة السورية، عاود نظام الأسد جمع المدنيين من الموظفين وطلاب المدارس والجامعات في مسيرات تأييد وسط ساحة سعد الله الجابري الشهيرة بقلب مدينة حلب، بعد عودة احتلاله كامل المدينة، وخروج الثوار منها.
وأفادت مصادر خاصة لبلدي نيوز من مدينة حلب، أن سلطات الأسد أوعزت في تعميمات على المؤسسات والدوائر الحكومية والمدارس، بالخروج في مسيرة وصفت بـ "المليونية" والتوجه سيرا على الأقدام نحو ساحة سعد الله الجابري، وحمل صور رأس النظام وعلمه خلال المسيرة.
وأشارت المصادر إلى أن التعميم أكد على مشاركة الجميع، تحت طائلة المحاسبة والفصل من الوظيفة، وهو ما دأبت عليه سلطات النظام، كي تجبر المدنيين على التوجه رغما عنهم، كي تظهر عبر وسائل إعلامه تلك المسيرات، على أنها عفوية خرج بها أهالي مدينة حلب دعما لـ "الأمن والأمان".
في حين أشار شهود عيان من المدينة المحتلة، أن مديرية أوقاف حلب أجبرت أئمة الجوامع على دعوة المصلين بعد صلاة الظهر إلى التوجه للمسيرة وشكر الله تعالى على "الخلاص من آفة الإرهاب".
معلقا على المسيرة يقول الصحفي "تمام حازم": "لاشك أن نظام الأسد يريد أن يرسل رسالة للجميع أنه أعاد حلب إلى حظيرته، وأن جميع أهالي المدينة من الموالين له ولنظام حكمه، وهاهم يخرجون ليشكرون الله على بقائه في الحكم، بعد دحر الإرهاب كما يزعم".
ويضيف حازم لبلدي نيوز: "نعلم جميعا أن معظم المشاركين في المسيرة هم مكرهون على ذلك ولا أعتقد أن بينهم من يؤيد ما حدث في حلب، إلا قلة منهم من زعماء الشبيحة والميليشيات التي لا تبحث سوى عن مصالحها الشخصية والمكاسب المرحلية، لكننا لا نقدم عذرا لأحد بعد أربع سنوات من الثورة، والتضحيات التي بذلت من أجلها".
وتأتي هذه المسيرة "المليونية" بعد أن أحالت آلة نظام الأسد العسكرية المدينة إلى حطام، وباتت معظم الأحياء السكنية أشبه بأكوام الحجر، في الوقت الذي تم تهجير قرابة 200 ألف مدني من منازلهم نحو الريف الغربي، في اتفاقية لا يزال يكتنفها الغموض واللبس، لاسيما حول سقوط الأحياء الشرقية السريع والمفاجئ بيد قوات النظام.