بلدي نيوز - (عمران الدوماني)
اثار القصف الذي تعرضت له ميليشيات إيرانية قرب الحدود السورية - العراقية في منطقة البوكمال الليلة الفائتة، وأسفر عن خسائر بشرية في صفوفها ردود فعل دولية متباينة، في غالبيتها رحبت بالخطوة الأمريكية، وينظر إليها البعض على أنها رسالة أمريكية تحدد تحركات طهران بضوابط تتعلق بأمن إسرائيل أولا وأخيرا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" للصحفيين، إن القصف الجوي ضرب ميليشيات مسؤولة عن هجوم أربيل الذي وقع بداية شهر شباط الحالي.
وأردف "أوستن"، "قلنا مرارا إننا سنرد وفق جدول زمني، نحن نعلم ماذا ضربنا وأنا واثق من الهدف الذي سعينا وراءه".
حجم الخسائر
وقال "أمجد الساري" الناطق باسم موقع "عين الفرات" لبلدي نيوز، إن القصف الأمريكي استهدف مواقع ميليشيات إيران في ريف البوكمال بالقرب من الحدود السورية - العراقية. وأضاف، أن الاستهداف أدى إلى مقتل عدد من عناصر الميليشيات بينهم قياديان، أحدهما إيراني الجنسية يدعى "الحاج أبو مرتضى" وآخر في الحشد الشعبي العراقي يدعى "راهي" (أبو الحسن العراقي).
وأسفر القصف أيضا عن تدمير معبر "السكك" على الحدود السورية - العراقية بشكل كامل والذي تستخدمه ميليشيات إيران لتهريب الأسلحة والمواد والبضائع من سوريا إلى العراق وبالعكس، كما طال مقرات سرية داخل قاعدة "الإمام علي" وأدى إلى تدمير مقرين بالكامل وحفارة خاصة بآبار المياه وسيارتين مزودتين برشاشات أرضية، بالإضافة لمقتل عناصر من الحرس الثوري الإيراني من الجنسية الأفغانية.
وكشف أن القصف استهدف مقرا لميليشيا "الحشد الشعبي" العراقي في منطقة "السويعية" بريف البوكمال، وخلف قتلى وجرحى جرى نقلهم إلى مشفى "الهناء" الإيراني ومشفى "السكرية".
ولفت المتحدث إلى أن الميليشيات الإيرانية أخلت ساحات الأسطورة والسويعية وأوقفت العمل بساحة ثالثة قيد الإنشاء يتم فيها تجميع السيارات الكبيرة والصغيرة، وأوقفت دخول السيارات من وإلى العراق عقب القصف الجوي.
رسائل واشنطن لإيران
يرى الضابط المنشق عن قوات النظام النقيب "عبد السلام عبد الرزاق" إن سياسة أمريكا إزاء إيران في سوريا واضحة، إذ أن الميليشيات الإيرانية تمددت في سوريا تحت أنظار الإدارة الأمريكية لأسباب كثيرة.
وأضاف في تصريحات لبدي نيوز: "لكن هذا التمدد محدد بضوابط لا يجب أن تؤثر على المصالح الأمريكية في سوريا وأمن إسرائيل، رأينا الضربات الإسرائيلية خلال السنوات الماضية وكانت هي المحدد لحجم وأهمية تلك السيطرة".
وأشار إلى أن "الضربات الأمريكية تأتي في هذا السياق وهو عدم السماح لإيران بالسيطرة الكاملة على طريق بغداد - دمشق والمنطقة المحيطة به"، وأن سياسة أمريكا في عهد بايدن لن تتغير تجاه إيران ولن تسمح بتجاوزها للخطوط الموضوعة لها مسبقا.
وقال: "لا أرى أن القصف في المنطقة هو ردة فعل، ولكن يمكن أن يتغير التوقيت لأسباب طارئة والولايات المتحدة الفاعل الوحيد ولن يتغير شيء في استراتيجيتها".
حقيقة التنسيق بين روسيا وأمريكا
قال وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، إن واشنطن لم تبلغ موسكو بخطتها شن غارات جديدة على شرق سوريا إلا قبل دقائق معدودة من تنفيذ الهجوم. وأوضح أن "العسكريين الروس تلقوا إخطارا من الجانب الأمريكي بشأن الغارات الجديدة قبل أربع أو خمس دقائق فقط من شنها".
هروب عراقي إلى الأمام
في هذه الأثناء وردا على تصريحات أمريكية، نفت وزارة الدفاع العراقية تقديم معلومات للجيش الأمريكي حول الضربة الأخيرة في سوريا، وجاء في بيان من المكتب الإعلامي لوزير الدفاع، اليوم، أن وزارة الدفاع العراقية تعبر عن استغرابها لما ورد في تصريحات وزير الدفاع الأمريكي والمتعلقة بحصول تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع العراق سبق استهداف بعض المواقع في الأراضي السورية.
وأضافت "الدفاع العراقية" في بيانها، "ننفي حصول ذلك، ونؤكد أن تعاوننا مع قوات التحالف الدولي منحصر بالهدف المحدد لتشكيل هذا التحالف، والخاص بمحاربة تنظيم (داعش)، وتهديده للعراق، بالشكل الذي يحفظ سيادة العراق وسلامة أراضيه".