The National - ترجمة بلدي نيوز
يبدو من الواضح بأن إيران وروسيا ينسقون ويتعاونون في دعمهم لنظام الأسد في سوريا، فللمرة الأولى تقوم إيران بإرسال وحدات من جيشها النظامي إلى دمشق، بينما تم إرسال آلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني بالفعل إلى سوريا كمستشارين عسكريين، وذلك بعد اندلاع بعد اندلاع الحرب في 2011 .
وقامت إيران أيضا بتجنيد عناصر من حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية، أفغانية، باكستانية للقتال في سوريا، بينما قام القائد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي بالعديد من النداءات من أجل تطوع المزيد من المقاتلين "للجهاد في سوريا" على حد قوله، وذلك لمساعدة النظام الضعيف ضد "الكفار".
إن محصلة القتلى الأخيرة لأكثر من 100 من قوات الحرس في مدينة حلب، قادت خامنئي إلى تعيين أحد القادة في الحرب الإيرانية-العراقية، الجنرال محسن رضائي، كرئيس للعمليات الإيرانية في سوريا، بالإضافة إلى رحلات سرية للطيران الإيراني، قامت بنقل أفراد عسكريين وآليات إلى دمشق عبر البصرة ليلاً تجنباً لأن تكشف.
إن النشر الإيراني الضخم للقوات العسكرية، والمقدر ب 80.000 يهدف لمساعدة النظام بالفوز بمعركة حلب والتي بإمكانها إبقاء أو إسقاط الأسد، وبينما تفضل إيران الحل العسكري في الأزمة السورية وتؤمن بعناد بإنقاذ النظام بأي ثمن، قامت روسيا في أيلول من السنة الفائتة، بضم جهودها العسكرية، لدعم القوات السورية والإيرانية على الأرض.
ونقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط العربية فإن إيران نشرت جيشها في جبهات مختلفة في سوريا، ويقع مقر القيادة الرئيسية قرب مطار دمشق الدولي تحت أمر القسم اللوجستي للحرس الثوري، والمحمي بما يقارب من 1000 عنصر.
كما أن ثكنة الشيباني شمال-غرب دمشق، مقر الحرس الرئاسي السابق للأسد، تحتوي الآن على 6000 عنصر من الجيش السوري، حزب الله، الحرس الثوري، والتي قد تلعب دوراً مهما كخط دفاعي في حال كان المقر الرئاسي عرضة للخطر.
أما على الجبهة الجنوبية، فإن الإيرانيين ينشطون في ثكنات عسكرية في السيدة زينب، الحرم الجامعي السابق الذي يصل بين دمشق ودرعا وصولاً للحدود الأردنية، والذي يحتوي على قسم دبابات للنظام وأعضاء من الميليشيا الأفغانية "الهزارة"، بينما تسيطر أيضا قوات من حزب الله في هذه المنطقة على قاعدة اليرموك، وتسيطر قوات من الحرس الثوري على قاعدة إزرع قرب مدينة الشيخ مسكين في درعا، حيث هناك قاعدة صواريخ سام1.
على الجبهة الشرقية، تتمركز مواقع للحرس الثوري في مدينة الضمير على طريق دمشق-بغداد السريع، بينما هناك 3 ثكنات في مدينة حمص ومطار شعيرات العسكري، حيث تتمركز عدة أفواج أخرى بالإضافة لقوات من الجيش السوري واللذان يسيطران على مطار عسكري يبعد 50 كم عن مدينة تدمر.
بالنسبة إلى جبهة الساحل، هنالك 2000 عنصر للجيش السوري يتمركزون في اللاذقية، موقع مهم يعتبر كمركز عمليات ضد التركمان الذين يعيشون ويحاربون النظام في الجبال، وعلى الجبهة الشمالية، لدى قوات الحرس مقر قيادة وقاعدة في جنوب-شرق حلب، بالإضافة لثكنات عسكرية تقع بالقرب من بلدة سلمى قرب الحدود التركية، وهم يركزون جهودهم في هذه المنطقة، باعتبار المعركة في الجبهة الشمالية باستطاعتها تحديد مسار الحرب.
ولا أحد يعلم العواقب التابعة ما وراء هذا الإنشاء العسكري الضخم لإيران، لربما يكون الهدف إطالة الحرب ومن ثم فرض حل معين، بعد إنهاك الفئات المتقاتلة، ولكن المؤكد هو أن التحركات الإيرانية والروسية قد زادت من فرص بقاء النظام في السلطة.
كما أن خامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزالان متمسكين بالأسد، معترضين حتى على وجود حكومة انتقالية، بينما تناور الدبلوماسية الروسية داخل وخارج محادثات جنيف على ما يبدو لإقناعالأميركيين بأن وجود الأسد ضروري لتجنب حدوث الفوضى.
الإيرانيون أيضاً يراهنون بشكل صحيح حتى الآن، على استمرار رفض الرئيس الأميركي باراك اوباما التدخل في الحرب السورية!!