بلدي نيوز – (متابعات)
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في افتتاحيتها إن "قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية والمدعومة من أمريكا، أعلنت أمس الانتصار على مقاتلي تنظيم "الدولة"، ودحرهم من مدينة الرقة في شمال سوريا التي سبق للتنظيم اتخاذها عاصمة له.
وأشارت الصحيفة إلى تغريدة للمتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة" العقيد ريان ديلون أطلقها الثلاثاء الماضي، وصرح فيها بأن شركاء الولايات المتحدة تمكنوا من دحر تنظيم الدولة من نحو 87% من الأراضي التي كان يسيطر عليها، والتي كان يسكنها نحو 6.5 ملايين إنسان في كل من سوريا والعراق، حسب موقع الجزيرة نت.
وتساءلت الصحيفة: "وماذا بعد؟"، وقالت إن مقاتلي تنظيم الدولة الذين فروا من مدينة الرقة في سوريا أو من مدينة الموصل في العراق اتجهوا إلى ديرالزور في شرقي سوريا، وذلك حيث لا يزال للتنظيم تأثير هناك.
وقالت إن قوات النظام المدعومة من الطيران الروسي والقوات الأخرى المدعومة من إيران تتحرك سريعا لتأمين السيطرة على هذه المنطقة.
واستدركت الصحيفة بأنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان لدى إدارة ترمب استراتيجية لمرحلة ما بعد تنظيم "الدولة"، وقالت إن القوات الأخرى في سوريا تحاول ملء الفراغ بأسرع ما يكون.
وقالت إنه إذا كان للولايات المتحدة ترتيبات طويلة الأمد في المنطقة، فإنه من المرجح أن تحتفظ ببعض القوات في العراق، وذلك كي تحتفظ بمزيد من النفوذ ضد إيران، ولكي تلعب دور الوسيط بين العراقيين والأكراد، معتبرة أن الأكراد من أفضل الحلفاء بالنسبة لأميركا في المنطقة.
وأما بالنسبة لسوريا، فتقول الصحيفة إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من سوريا، فما هي سوى مسألة وقت حتى تبادر إيران إلى تأكيد سيطرتها على المناطق التي كانت تحت أيدي تنظيم الدولة.
وأوضحت أن هذا يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها ألحقوا الهزيمة بتنظيم الدولة، وذلك من أجل أن تتمكن إيران من السيطرة على الإقليم الممتد من طهران مرورا بالعراق إلى غربي سوريا ثم لبنان.
وأضافت الصحيفة أن إيران تحاول أيضا إنشاء سيطرة لها على جنوبي سوريا قرب الحدود مع "إسرائيل"، وأن ترمب تسبب في إعطاء هذا الهدف الإيراني دفعا، وذلك عندما اتخذ قرارا في يوليو/تموز الماضي بالتخلي عن دعم الجيش السوري الحر وإقامة اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا في جنوب سوريا.
وأشارت إلى الضربات التي تشنها "إسرائيل" ضد المليشيات التابعة لإيران في سوريا، وقالت إن حربا على النطاق الأوسع تعتبر محتملة في المنطقة.
واستدركت بأن ترمب وعد بتبنى استراتيجية جديدة لردع مخططات إيران للهيمنة الإقليمية، وأضافت أنه لا يمكن لهذه الاستراتيجية أن تنجح، وذلك في حال اكتفت الولايات المتحدة بمجرد إعلان انتصارها على تنظيم "الدولة".
وأوضحت أنه سيجرى مع ترمب ما سبق أن جرى مع أوباما، حيث سرعان ما يعود إلى المنطقة في ظل صعود جماعات جهادية جديدة أو تهديد إيراني للأردن وللأكراد ولـ "إسرائيل" وللدول السنية الأخرى.
وقالت إن إدارة ترمب تحتاج لتبني سياسات يكون من شأنها تعزيز الانتصار على تنظيم "الدولة" وتحويله إلى مكتسبات استراتيجية للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط والمنطقة برمتها.