بلدي نيوز- درعا (حذيفة حلاوة)
تعيش بلدة محجة في ريف درعا الشمالي حصاراً تاماً من قبل قوات النظام بواسطة حواجزه وثكناته العسكرية، والتي يبلغ عددها حوالي الـ15حاجزا وثكنة. وقد انتهج جيش النظام سياسة الحصار والتجويع مع أهالي بلدة محجة بسبب عدم قدرته على اقتحام البلدة والسيطرة عليها، وذلك بعد محاولات الاقتحام المتكررة، ونظرا للموقع الاستراتيجي للبلدة فإن أي عمل ضدها سوف يهدد بقطع أتوستراد دمشق درعا الدولي بسبب قربها منه، إضافة إلى قربها من منطقة اللجاة المحررة والتي تعد معقلاً رئيسياً للثوار بدرعا.
وعمدت قوات النظام إلى إطباق حصار محكم على البلدة للسيطرة عليها وتركيع ثوارها من خلال عدد كبير من الحواجز والثكنات المحيطة بها، ومؤخراً قطعت الطريق الواصل بين البلدة وبلدة تبنة بإقامة حاجز على الطريق، حيث أفاد شهود عيان برفع سواتر ترابية ودشم وتعزيزها بدبابات وعربات ثقيلة أخرى، إضافة إلى عدد كبير من العناصر.
وعن الوضع الراهن في البلدة، يتحدث الناشط أبو اسكندر الحوراني لبلدي نيوز قائلاً: "على الرغم من سماح حواجز النظام المحيطة بالبلدة بإدخال بعض المواد التموينية، ومادتي الغاز والمحروقات، إلا أن الأوضاع في البلدة تعيسة بسبب تحكمه بالكميات المدخلة وأسعارها، حيث تشهد أسواقها ارتفاعاً حاداً في الأسعار، مما يصعب الحصول على لقمة العيش على غالبية العائلات في البلدة، وخاصة مع انعدام شبه تام للعمل ومصادر الدخل هناك".
وتضم البلدة أعداداً لا يستهان بها من الثوار، لهم نقاط رباط على كامل محيط البلدة، سعيا منهم لصد أي محاولة اقتحام من قبل نقاط الجيش المحيطة بهم.
وقد حاول النظام فرض مصالحة على البلدة، إلا أن ثوارها وأهلها رفضوا كما يؤكد الناشط أبو اسكندر، حيث يقول: "حاول النظام من خلال ضعاف النفوس إجبار الأهالي على التوقيع على بيان للمصالحة وتحويل الثوار بداخلها إلى لجان شعبية، ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل بفضل صمود أهالي البلدة وتماسكهم".
وتعقيبا على عمليات قوات النظام بوضع حاجز جديد على طريق تبنة، وقيامه بتعزيز كافة النقاط الموجودة له على أطراف البلدة قال أبو اسكندر "لا أتوقع بأن هذه الأعمال هي تمهيد من قبل جيش النظام لعملية عسكرية للسيطرة على البلدة، لأنه سيتسبب له بقطع الاتوستراد الدولي، دمشق – درعا، والذي يعتبر الشريان الرئيسي لتعزيز قواته في مدينة درعا، بالإضافة إلى قرب البلدة من منطقة اللجاة".
وعن السيناريو المتوقع يقول أبو اسكندر "أما بالنسبة للحصار فإنه مفروض على بلدة محجة لامحال، وهذا الواقع الحالي، ومن المتوقع اتباع سياسة التجويع والحصار كما في غير مناطق من سوريا، لتحقيق مكاسب على الأرض عن طريق منع دخول المواد التموينية الأساسية إلى البلدة وتقييد حركة المدنيين فيها".
ويحيط بالبلدة كل من "حاجز المجبل ونقطة الوعر وحاجز الوردات ونقطة التوتر وحاجز الفلين وحاجز تبنة الجديد وحاجز المزارع غربي تبنة وثكنة المهجورة غربي تبنة وتل الكتيبة وحاجز الفقيع وتل الكبير وتل الصغير وحاجز النجيح وحاجز المزارع والمستودع التاسع(الكم)، بالإضافة إلى عدد كبير من المزارع التي يتمركز فيها الجيش النظامي.
أما داخل البلدة المحاصرة فهناك حضور لكل من حركة "أحرار الشام" الإسلامية و"جبهة النصرة" و"لواء عمر المختار" التابع لجبهة ثوار سوريا.