بلدي نيوز- (إبراهيم حامد)
أثبتت المظاهرة التي خرجت أمام الجامع العمري في درعا، عقب صلاة الجمعة يوم أمس، أن الحراك الشعبي ضد النظام في درعا لم يعد خجولاً، على الرغم من سيطرة النظام على كامل المحافظة، خلال تموز الماضي، بعدما كانت المظاهرات تقتصر على عدة شبان ورفع لافتات تطالب بالمعتقلين وترفض سياسات النظام.
وصدح المتظاهرون بشعارات تطالب بإسقاط النظام، وتخّون الذين التحقوا في صفوفه، وأخرى تطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، وترفض التجنيد الإجباري والالتحاق في صفوف قوات النظام.
وتبع تلك المظاهرة، كتابة عبارات على جدران المخابرات الجوية، في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، تطالب بإسقاط النظام، وتمزيق صورة لرأس النظام "بشار الأسد" التي وضعت حديثا على مبنى بلدية ناحتة بريف درعا الشرقي.
"فاروق أبو عمر" وهو صحفي هجر من الجنوب قال لبلدي نيوز "إن المظاهرات الأخيرة التي انطلقت في درعا، قد أتت بعد تضييق أمني كبير جداً على الأهالي"، موضحاً "أن الذين أشعلوا هذه المظاهرات مجدداً هم أبناء الثورة وحاضنتها".
وأضاف أبو عمر أن الاتفاق الذي أبُرم في درعا كان مختلفاً عن باقي مناطق خفض التصعيد التي خضعت للنظام، حيث بقيَ جزء لا بأس به من حاضنة الثورة في مناطق الجنوب".
وتابع "لا أتوقع تزايد سريعاً في رقعة المظاهرات مثلما جرى في بداية الثورة، لكني متأكد أن روح الثورة مازالت موجودة، ومن الممكن أن تتسارع الأمور بتطورات أكبر وأكثر مع مرور الوقت".
وتؤكد تلك الممارسات الاحتجاجية، مدى الاحتقان الشعبي في الشارع المدني جنوب البلاد، الذي أُجبر على سياسة الأمر الواقع، بعد سيطرة النظام على كامل محافظة درعا والقنيطرة، وتطبيقه لذات السياسات التي أدت لاندلاع الثورة من الاعتقالات العشوائية والانتهاكات بحق المدنيين.
في حين، اعتبر ناشطون أن مجرد سيطرة النظام على محافظات كانت مهد الحراك الثوري، وخزانه البشري، بشكل عسكري دون أي تفاهمات سياسية حقيقية، أو عمليات إصلاح جذرية، سوف يعيد إنتاج ذات الأسباب التي أدت لانطلاق الثورة في سوريا.
وكان الحراك المدني في درعا مؤخرا ورديفه العسكري في بعض الأحيان تحت اسم "المقاومة الشعبية" محل جدل وشك، نتيجة عدم وضوحه، إلا أن خروج المظاهرات الشعبية وتزايد وتيرة الاحتجاج بطرائق مختلفة منها التظاهر والكتابة على الجدران وإزالة صور رأس النظام، يؤكد مجدداً أن الثورة لم تمت في نفوس من أطلقوا شرارتها قبل ثماني سنوات.