بلدي نيوز
تصاعدت الاحتجاجات المنددة بقرار "الإدارة الذاتية" الخاص بتحديد سعر القمح في شمال شرقي سوريا، تزامناً مع امتناع الفلاحين عن تسليم محصولهم كون العائد المادي بشكله الحالي لا يغطي التكاليف والنفقات التي تم دفعها طوال العام.
وذكرت مصادر محلية -من بينها شبكة "نهر ميديا"- أن شاحنات القمح عادت صباح اليوم بحمولتهم من أمام الصوامع في ريف دير الزور الشمالي، بعد رفض الفلاحين تسليم المحصول بسعر 310 دولارات للطن.
كذلك أشارت المصادر إلى انسحاب جميع الشاحنات المحملة بالقمح من أمام صوامع بدر شمالي الرقة، بسبب السعر المتدني الذي حددته "الإدارة الذاتية".
وحدّدت "الإدارة الذاتية" سعر شراء كيلو القمح من الفلاحين في مناطق نفوذها شمال شرقي سوريا بـ31 سنتاً أميركياً، علماً أن هذا السعر الجديد أقل من سعر العام الماضي، الذي كان 43 سنتاً أميركياً.
وبحسب "هيئة الزراعة والري" التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، فإنّ تحديد هذا السعر "تم بناء على الاجتماع المنعقد بين الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي وهيئة الزراعة والري، والاجتماع المنعقد بين الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي ومنسقية اتحاد الفلاحين".
شهدت العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمال شرقي سوريا، مظاهرات ووقفات احتجاجية تنديداً بتحديد "الإدارة الذاتية" سعر كيلو القمح بـ31 سينتاً.
وفي محافظة دير الزور، خرجت مظاهرات قرب دوار المعامل، وأمام "مجلس دير الزور المدني"، وفي قرية حوايج بومصعة بالريف الغربي، وفي بلدة العزبة بالريف الشمالي.
كما خرجت مظاهرات أمام مبنى "الإدارة الذاتية" في مدينة الرقة، وفي منطقة الفروسية غربي مركز المدينة، وفي بلدتي الدرباسية وعامودا بريف الحسكة الشمالي.
ويوم أمس الأحد، نظم فلاحون وقفات احتجاجية أمام "مركز حبوب 10 كم" شمالي دير الزور، وفي بلدة عامودا بريف الحسكة الشمالي، وأمام "المجلس التنفيذي" في الرقة وفي مدينتي الطبقة والمنصورة بريفها الغربي.
ويؤكد الفلاحون أن السعر الذي حددته "الإدارة الذاتية" لا يغطي تكاليف الموسم، خاصة أن الإنتاج كان منخفضاً، والمصارف كانت أكبر لا سيما مع ارتفاع أسعار المحروقات والسماد وأجور الفلاحة والحصاد وغيرها، الأمر الذي زاد الأعباء على الفلاحين.
كشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا عن عقد النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) صفقة تُلزم الأخيرة بتوريد ما مجموعه نصف مليون طن من القمح بسعر 36 سنتاً للنظام على عدة دفعات.
وأوضح المصدر لموقع تلفزيون سوريا أن "لقاءات مكثفة بين مسؤولي مالية الإدارة الذاتية من كوادر حزب العمال الكردستاني (PKK) ومسؤولين من النظام خلال الأيام الماضية أفضت إلى اتفاق بتوريد كمية 500 ألف طن من القمح للنظام على دفعات وبسعر 36 سنتاً".
وبحسب المصدر، فإن كوادر (PKK) أعلمت قبل أيام مسؤولي الإدارة الذاتية السوريين في المجلس التنفيذي وهيئتي الاقتصاد والزراعة بأنهم لن يشتروا القمح بسعر أعلى من 32 سنتاً أميركياً بذريعة عدم توافر ميزانية مالية وبسبب امتلاء غالبية الصوامع بمخزون العام الفائت".