بلدي نيوز – (كنان سلطان)
قال وزير الدفاع الأمريكي "جييم ماتيس"؛ إن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا ببساطة أمر لا يغتفر، وأضاف في حديث أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "إن استخدام السلاح الكيماوي يمثل انتهاكا للمعاهدة التي تحظر استخدامه وتهديدا للبشرية".
وتشير التصريحات الرسمية الأمريكية إلى أن القرار قد حسم بتوجيه ضربة عسكرية حاسمة لنظام الأسد، بانتظار بعض الترتيبات، دون الإفصاح عن الموعد والكيفية.
ويقول "ماتيس" إنه "لا يمكن السماح باستمرار الوضع في سوريا على ما هو عليه، مشيرا إلى أن روسيا هي المسؤولة عن امتلاك الأسد السلاح الكيميائي، وذلك بسبب حمايتها له بالفيتو".
ويعود ليشير بالقول إن "استراتيجيتنا في سوريا لم تتغير فنحن مع حل سياسي بإشراف الأمم المتحدة، وواشنطن تبحث تفادي التصعيد في سوريا"، واصفا إياه بـ "الذي يخرج عن نطاق السيطرة".
ولم يحسم الجدل الحاصل بشأن الضربة، من خلال التضارب في التصريحات المتأرجحة بين التأكيد والتهدئة، ويقول ماتيس "لدينا الصلاحيات القانونية لشن ضربة عسكرية في سوريا ردا على استخدام الكيميائي"، مشدداً على أن "استخدام السلاح الكيميائي سواء كان في بريطانيا أو سوريا هو أمر مرفوض".
وأضاف "لدينا قوات في سوريا وقد يطالها الكيميائي إذا استخدم في مرة قادمة"، وعاد ليستدرك بالقول "لا دليل ملموس لدينا حتى الآن على استخدام نظام الأسد الكيميائي هذه المرة".
"ماتيس" يترك الباب مواربا أمام كل الاحتمالات التي لم يشأ أن يعطي جوابا حاسما حولها، ليعود ويقول "نتعهد بالتواصل مع زعماء الكونغرس قبل أي هجوم على سوريا"، ويضيف بأن "مجلس الأمن القومي سيبحث خيارات بشأن سوريا اليوم".
وفي السياق ذاته؛ صرح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، اليوم الخميس، قائلا "لدينا أدلة على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمائية، وسنتخذ القرار بتوجيه ضربة لسوريا عند التحقق من كل المعلومات".
وقال ماكرون "لن نسمح بأي تصعيد للوضع في المنطقة، والرد على الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا سيتم في الوقت الذي نختاره".
وحول هذه التصريحات قال المحلل السياسي "حمد الطلاع" لبلدي نيوز: إن "حديث ماتيس عن مسار جنيف، ومسألة الانتقال السياسي، بعد أن صمتت أمريكا على إعادة الروس والإيرانيين للأرض إلى سيطرة نظام الأسد، وسكوتها على عمليات التغيير الديمغرافي والقتل الذي صاحب ذلك، هو مثار للسخرية".
وأضاف الطلاع "يبدو أن التصعيد الإعلامي العسكري المتصاعد الآن، لا يهدف إلى إزالة نظام (الأسد) بقدر ما يهدف إلى تكريس الأمر الواقع، وفرض هذا النظام على السوريين من خلال تطعيمه بأشخاص وكيانات، سميت معارضة".
ولفت "الطلاع" إلى مسألة فرض تسوية بالتعاون مع الروس، تضمن خروج أذرع إيران من جوار إسرائيل، بعد أن أدت المهمة في تدمير الدولة والمجتمع السوريين، كي لا تبقى هذه الميليشيات تشكل عامل عدم استقرار لإسرائيل، وللمصالح الأميركية في المنطقة، وخصوصاً الخليج، لعلمهم أن السياسة الإيرانية تعتمد على الابتزاز من خلال إشاعة حالة من عدم الاستقرار في المناطق المستهدفة بواسطة الميليشيات".
ويرى "الطلاع" أن "التصعيد الأمريكي الأخير، يأتي من أجل إنجاز تسوية من شأنها فك عقد التحالف الروسي التركي الإيراني، وإعادة تركيا إلى حضن الناتو، وحضن أوروبا، فالناتو يفقد فاعليته أمام روسيا بدون تركيا، وكذلك أوربا تفقد حصانتها الأمنية إذا ابتعدت تركيا عن الحضن الأوروبي".