بلدي نيوز - (خاص)
أعلنت "حكومة الإنقاذ" في الداخل السوري، اليوم الأربعاء، عن تأييدها لأي عملية انتقال سياسي في سوريا، في الوقت الذي أعربت عن تخوفها وقلقها بعد دعوة ما يعرف "منصة موسكو" إلى اجتماع "رياض2" المنعقد في المملكة العربية السعودية.
وجاء في البيان، "تتسارع حالياً الأحداث وكذلك المؤتمرات واللقاءات بشكل يوحي أن هناك تطورات سياسية تحضر لسوريا للقادم من الأيام".
وأضاف البيان، أن الحكومة تنظر بعين القلق والريبة لكل أمر يتعلق بمستقبل سوريا، تتم صياغته بعيداً عن قرار السوريين أنفسهم.
وأردف، "لقد خرج الشعب السوري في ثورته يطالب بالحرية والكرامة، وقدم في سبيل ذلك أكثر من مليون شهيد من أجل الانتقال من عهد الفساد والدكتاتورية والظلام إلى مستقبل مشرق يرسمه بمداد دماء الشهداء وآهات المعذبين في السجون، وصيحات الأرامل والأيتام".
وتابع، "لقد عبر الشعب السوري وكذلك نخبه، بشكل واضح وجلي، عن رفضه لما يدبره الروس من مؤتمر يجمعون فيه ما يسمون بمعارضات، لإنجاز قرارات كما تريدها موسكو التي يراها الشعب السوري قوة احتلال مسؤولة عن الجرائم التي ارتكبتها طائراتها بتدمير البنى التحتية وقتل المدنيين والتنكيل بهم وتهجيرهم، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وحماية نظام مجرم من خلال مفاعيل سياسية أثبتت فشلها وعدم قدرتها على حماية شعب أعزل مما يُكاد له ليلاً ونهاراً طوال السنوات الماضية".
ونوه إلى أن "التاريخ الحديث لم يشهد كتابة دساتير لبلدان تصوغها دول خارجية تفرض نفسها وصية على مستقبل الشعوب، وإن الشعب السوري ليس قاصرا على كتابة دستوره من جديد كما كتبه اول مرة، وإن كل من يشارك في هذا المخطط وَصَفَهُ التاريخ على الدوام بالخائن البائع لوطنه وضميره وشرفه".
وأضاف أن "ما يسمعوه اليوم عن مؤتمر يُعقد في الرياض يثير لديهم المخاوف والقلق من خلال عدة أمور، أولها دعوة ما يعرف بـ"منصة موسكو"، وهي منصة صنعتها الاستخبارات الروسية وتريد منها إعادة صناعة بشار الاسد والمسؤولين معه، بدلا من محاسبته عن الجرائم والمجازر التي ثبتت دوليا وجُرِّم بها من خلال القرارات الدولية، وثانيها طريقة توجيه الدعوات وصفات المدعوين، حيث يغلب قرابة نصف العدد ممن يسمون بالمستقلين، وبالتالي لم نعلم من الذي قام بتزكيتهم ومن الذي سيحاسبهم بشكل مباشر، وكيف لهؤلاء أن يُترَك في أيديهم مصيرُ بلدٍ وثورةٍ بُذِل من أجلها الغالي والنفيس، وأخرها الانسحابات والاستقالات والاعتذارات عن المؤتمر تعطي رسائل غير مطمئنة للشعب السوري عن الأسباب وتُثير المزيد من القلق، حيث كان من الأجدى تفسير ذلك والتكلم بشكل واضح حول أي ضغوطات مورست عليهم، لا أن يعتبر ذلك شأنٌ شخصي، بل هو مسؤولية عليهم إيضاح كلِ تفاصيلها للشعب السوري".
وأوضح البيان، أن الحكومة تؤيد أي مسار يدعم عملية الانتقال السياسي، وأنهم يرون أن المظلة الحقيقية لأي مسار سياسي تكون مرتبطة بالداخل بشكل مباشر، يدعمها الشعب السوري ويُقـوّمُها ويحاسبها ويكون هو المرجعية الحقيقية لها، المرجعية التي تتمثل بمئات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام وملايين المهجرين في المخيمات، وتضحيات الثوار الذين يرابطون دفاعاً عن الأرض والعرض.
فيما دعت الحكومة في بيانها كافة القوى الثورية والمعارضة الشريفة أن تلتزم بمرجعية الداخل من خلال مؤسساته التي نحرصُ على ان يشارك فيها الجميع، حيث يتم الآن التحضير للمؤتمر السوري العام بالمشاركة مع الهيئة التأسيسية وكافة القوى الثورية للخروج بمؤتمر حقيقي وفاعل وشامل يعبر عن مطالب الشعب السوري، ويلتزم بثوابت الثورة.
وطالب البيان الدول الصديقة والداعمة للشعب السوري بدعم مخرجات المؤتمر وكياناته وتعترف بتمثيله وتدعمه في المطالبة بحقوقه وعلى رأسها إسقاط النظام الديكتاتوري المتمثل ببشار الأسد وأركانه، وبناء سوريا الجديدة عبر انتقال سياسي حقيقي، ومحاسبة بشار الأسد ومن معه من الذين تورطوا بدماء السوريين، ورحيل القوات الروسية والإيرانية والميليشيات الأجنبية المتواجدة على الأراضي السورية، والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، ورفض المحاصصة وأي تبعيات لأجندات خارجية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين وتبيين مصير المفقودين والمختطفين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وتأمين الاحتياجات الإنسانية، وتأمين عودة جميع المهجرين إلى منازلهم وقراهم.