بلدي نيوز-(متابعات)
قالت مجلة فورين أفيرز الأميركية، إن سياسة التهجير القسري التي اتبعها نظام الأسد ضد السكان تحول دون عودة البلاد إلى سابق عهدها، وتحدثت عن استراتيجية النظام ضد المدنيين السنة المتمثلة في القتل والتدمير أو التهجير.
وأضافت المجلة في مقال نشرته للكاتب (طارق عثمان) أن التركيبة السكانية تغيرت في سوريا بشكل جوهري، وأن عودة البلاد إلى سابق عهدها ستكون مستحيلة، وأشارت إلى أن رئيس النظام بشار الأسد وحلفاءه نجحوا خلال السنوات الثلاث الماضية في الحد من وجود السُنة في المناطق القريبة من المراكز الحضرية الكبرى، وخاصة في دمشق والساحل.
وأضافت أن المسيحيين والعلويين -الطائفة التي ينتمي إليها الأسد- يتمتعون بحضور قوي في هذه المناطق، حيث يجري الجزء الأكبر من التجارة في البلاد، وأن سياسة النظام السوري وحلفائه كانت تهدف إلى إجبارهم على الرحيل.
وأكدت المجلة إنه ليس من قبيل الصدفة أن تبقى الطرق المؤدية إلى الأردن أو لبنان آمنة على مدار السنوات الماضية، وأوضحت أن هدف الأسد كان يتمثل في إنشاء مناطق تماس جغرافية مجاورة تكون نسبة السكان من السنة فيها منخفضة وأقل مما كان عليه الوضع قبل 2011.
وأضافت أن المنطق الكامن وراء سياسة التهجير هذه يتمثل في أن الكثير من الأقليات في سوريا تقوم بدعم نظام الأسد، وذلك لأنها تعتقد أنه الوحيد القادر على حمايتهم.
واستدركت المجلة بأن الأوضاع الديمغرافية التي صنعها الأسد لن تجلب له الاستقرار، وانتقدت سياسته وقالت إنها تتسم بقصر النظر.
وأضافت أن الهوية السنية التاريخية لسوريا من شأنها أيضا أن تعيق إستراتيجية الأسد، وأوضحت أنه إذا عاد ملايين اللاجئين السوريين من الأردن ولبنان إلى بلادهم، فإنهم لن يقبلوا بالهوية "الجديدة" التي صنعها نظام الأسد.