بلدي نيوز- (عمر يوسف)
بعد أكثر من شهر على سيطرة النظام على حلب، تعيش المدينة حالة معيشية متردية، وسط فقدان الخدمات الرئيسية من الماء والكهرباء، رغم وعود حكومة الأسد بتقديم حلول شاملة لمشاكل المدنيين.
فمنذ أكثر من 15 يوما تعاني المدينة من انقطاع كامل للمياه، حيث يعتمد الأهالي على شراء المياه من الصهاريج بمبالغ مالية مرتفعة، إن توفرت، في حين يعتمد أصحاب الدخل المحدود على تعبئة المياه من المساجد وعدد من الابار.
لا يجد الاسد مبررا لانقطاع المياه حاليا، فخلال سيطرة المعارضة على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، كانت حجة نظام الأسد لتبرير انقطاع المياه، هي وقف ضخ المياه من محطة سليمان الحلبي من قبل الثوار، وبعد إعادة النظام سيطرته لم يتغير الحال، واستمرت أزمة المياه في المدينة.
أما الكهرباء فهي ليست بأفضل من حال المياه، فالمدنيون يعتمدون من أكثر من عامين ونصف على ما يسمى "الأمبيرات" عن طريق الاشتراك بالحصول على خط كهربائي من أحد مستثمري المولدات الصناعية التي باتت تنتشر في معظم أحياء المدينة، لتصبح بديلا عن خدمات النظام الكهربائية.
ورغم ذلك، لا يرى نظام الأسد حرجا من إقامة مباراة لكرة القدم في ملعب رعاية الشباب في منطقة السليمانية، ذات الأغلبية المسيحية، خشية من التجمعات.
أما الطريف في الأمر أن وكالة أنباء النظام "سانا" أكدت أن المباراة تجمع فريقي المدينة الاتحاد والحرية وتكتسب أهمية استثنائية لتأكيد عودة الحياة الطبيعية إلى رياضة حلب بعد "تحرير" المدينة من الإرهاب.
ولا يبدو في المدى القريب أن يتمكن نظام الأسد من حل مشاكل المدينة الخدمية، في ظل عجزه عن منع ممارسات شبيحته في نهب منازل النازحين، ولاحقا سرقة السيارات، وهي الظاهرة التي بدأت تنتشر بكثافة في حلب.
