أجرى "أبو محمد الجولاني"، قائد "هيئة تحرير الشام" والقائد العام لـ "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم الأربعاء 4 كانون الأول/ديسمبر، زيارة هي الأولى له إلى مدينة حلب. رافقته خلال الزيارة مرافقة كبيرة بين المدنيين، حيث نشر صور له في "قلعة مدينة حلب الأثرية"، لتكون أول زيارة له إلى المدينة بعد تحريرها من قبضة النظام ضمن عملية "ردع العدوان".
تصريحات الجولاني حول إدارة حلب
نقلت "دارين خليفة"، المستشارة في "مجموعة الأزمات الدولية"، تصريحاً إعلامياً عن "الجولاني" قال فيه أن المدينة ستحكمها هيئة انتقالية. كما أضاف أن المقاتلين، بما في ذلك من هيئة تحرير الشام، سيتم توجيههم لمغادرة المناطق المدنية في الأسابيع المقبلة، مع دعوة البيروقراطيين لاستئناف وظائفهم. ووفقاً للمستشارة "دارين"، أكد الجولاني احترام الأعراف الاجتماعية والثقافية المتميزة للمدينة، للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، وأوضح أن "هيئة تحرير الشام" تفكر في حل نفسها لتسهيل الدمج الكامل للهياكل المدنية والعسكرية في مؤسسات جديدة تعكس اتساع المجتمع السوري.
تقدم عسكري في معركة "ردع العدوان"
في سياق المعركة، حقق مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية" يوم الجمعة 29 تشرين الثاني 2024، تقدماً نوعياً ومفاجئاً في معركة "ردع العدوان"، حيث دخلوا أحياء مدينة حلب، في مشهد يعيد ذكرى معارك التحرير السابقة. تم ذلك في اليوم الثالث من بدء المعركة، مع تحقيق إنجازات كبيرة على جبهات جنوبي حلب وريف إدلب الشرقي، وتم تحرير عشرات المناطق واغتنام دبابات ومدافع وراجمات.
رسالة طمأنة لأهالي حلب
وفي بيان صادر عن قيادة "إدارة العمليات العسكرية"، وجهت رسالة إلى أهالي مدينة حلب جاء فيها: "نطمئن أهلنا المدنيين في حلب وريفها أننا نحن منهم وهم منا، ونحب أن ننوه أن أولوياتنا الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم، وإذ نوصي قواتنا المتقدمة في الميدان على حماية المدنيين والحذر من استخدام النظام المجرم لهم كدروع بشرية". وأضاف البيان: "نطمئن أهلنا في حلب بأننا سنكون درعهم ومأمنهم، ونوصي جنودنا بالحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم. نحن أبناؤكم وإخوانكم أبناء هذه المدينة التي جمعتنا بتاريخها العريق وحضارتها العظيمة، نعمل الآن على تخليص مدينتنا من بطش النظام المجرم وفساده، ساعين لإعادتها إلى عزتها وكرامتها خالية من الظلم والطغيان".
أهمية معركة "ردع العدوان"
تُعتبر معركة "ردع العدوان" نقطة فارقة في تاريخ الحرب السورية، حيث أعادت معركة حلب روح الثورة وأعطت الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة. كما أعادت المعركة الأمل لملايين المدنيين المهجرين بتحرير المناطق المغتصبة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران في أرياف حلب وإدلب، مما يفسح المجال لعودة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم.
موقف دولي من المعركة
كانت معركة "ردع العدوان" موضع اهتمام واسع إعلامياً ومدنياً، حيث لاقت دعماً من مختلف الأطراف في المناطق المحررة، حتى من المعارضين لها. وقد أظهرت قيادة المعركة تفوقاً ووعياً كاملاً في التعامل مع المواقف الدولية، حيث أصدروا بيانات تطمئن جميع المكونات والأقليات، بما في ذلك الكرد والمسيحيين والشيعة، مما عزز ارتياحاً دولياً تجاه سير العمليات وعدم التعرض لتلك الأقليات.
دور مدينة حلب في الحرب السورية
يُشكل دخول الفصائل إلى مدينة حلب مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا. فقد كانت المدينة تحت سيطرة قوات الأسد وميليشيات إيران بعد معارك طويلة، وظلت بعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات. لكن معركة "ردع العدوان" أعادت رسم الخارطة العسكرية في سوريا، مما يعيد الأمل للثوار في استعادة مناطقهم.
احصل على إجابات أكثر ذكاءً، وقم بتحميل الملفات والصور، والمزيد.