بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
أوضحت مصادر في المعارضة السورية لـ بلدي نيوز أن هناك مشاورات دولية تدعو للعودة إلى جولة جديدة من المفاوضات في جنيف بين الأطراف السورية، بالتزامن مع تفاقم الأزمة في مدينة حلب نتيجة التصعيد العسكري الغير مسبوق لقوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وقالت المصادر في تصريح خاص إن "أزمة مدينة حلب قد تصبح هي المدخل لاستئناف العملية السياسية، وخاصة بعد أن أصبح هناك توافق روسي تركي"، مشيرة إلى احتمالية أن تكون الدعوة إلى المفاوضات قبل نهاية العام الحالي.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد قال إنه تبادل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "بعض الأفكار" حول حلب خلال لقائهما في روما أمس الجمعة، على أن يتم بحثها في شكل تفصيلي بلقاء خبراء البلدين في جنيف، مضيفاً إن الوضع "العاجل" في حلب يتطلب عدم الانتظار لقدوم الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.
ويصوّت مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في حلب لمدة أسبوع قابلة للتمديد، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة، تقدمت به كل من مصر ونيوزيلندا وإسبانيا، كما يدعو المجلس الدول الداعمة لسوريا إلى مراقبة الهدنة والبدء في محادثات جدية لإنهاء الأزمة.
ونشر موقع الائتلاف الوطني السوري اليوم السبت، تصريحاً لنائب الرئيس عبد الأحد اسطيفو قال فيه إن الحملة العسكرية التي يقودها نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية فشلت في تحقيق أهدافها بالسيطرة على مدينة حلب، على الرغم من جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق المدنيين.
وأضاف اسطيفو أن "النظام وروسيا وإيران لم يحققوا ما بدأوا من أجله في حلب. وأن روسيا اليوم في ورطة تريد الخروج منها".
وأشار اسطيفوا إلى أنه بات هناك حاجة للجميع لعودة مسار العملية السياسية من خلال المفاوضات في جنيف، وتطبيق القرارات الأممية وعلى رأسها البنود الإنسانية التي تدعو إلى وقف القصف ورفع الحصار عن المدن والبلدات المحاصرة وإيصال المساعدات إلى المحاصرين وإطلاق سراح المعتقلين.
وتتعرض مدينة حلب إلى حملة عسكرية غير مسبوقة منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، استشهد خلالها ما يزيد عن 900 شخصاً وجرح الآلاف، وأعلن الدفاع المدني السوري عن خروج جميع المشافي والمدارس عن الخدمة إضافة إلى معظم الأفران ومركزين للدفاع المدني.
وأعلنت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن نحو 20 ألف طفل فروا من منازلهم شرق مدينة حلب في الأيام الأخيرة، محذرة من أن الوقت بدأ ينفد لتزويدهم بالمساعدات التي هم بأمسّ الحاجة إليها، موضحة أن قرابة 31500 شخص فروا من منازلهم في أحياء حلب المحاصرة منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن نحو 60 في المائة من المهجرين، أي 19 ألف شخص، هم من الأطفال.