بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، إن "القوات الجوية الروسية لم تقصف أهدافا في حلب منذ 44 يوماً"!
في الوقت الذي وثق فيه ناشطون ومؤسسات حقوقية والأمم المتحدة، استشهاد أكثر من 700 مدني وجرح المئات، خلال أسبوعين من الحملة البربرية التي يشنها الطيران الروسي على أحياء حلب المحاصرة، ويستهدف فيها النازحين من الأحياء التي تم احتلالها إلى الأحياء الداخلية في حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة الثوار.
كما أن قوات برية روسية تشارك في احتلال الأحياء الشرقية، وقد تداول ناشطون على نطاق واسع مقطعاً لجنود روس يهتفون "لبيك يا حسين" مع عناصر من ميليشيا "حزب الله" في أحياء حلب الشرقية.
وقد تداعت دول أوروبية، على رأسها فرنسا وبريطانيا، لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء، لوقف المجزرة بحلب، عبر الضغط على روسيا التي تقود الحملة على المدينة "الشهيدة".
بيان وزارة الدفاع الروسية أضاف أنها (روسيا) مستعدة لمرافقة وكالات الإغاثة إلى داخل أجزاء من شرق مدينة حلب التي تم إخراج الثوار منها في الفترة الأخيرة، لكنها أشارت إلى عدم تلقيها أي طلب من الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى حتى الآن.
وقال سيرجي رودسكوي المسؤول بالوزارة للصحفيين إن قوات الأسد سيطرت على طريق الكاستيلو مما يعني أن هناك الآن طريقا بلا عوائق للمساعدات.
وهذا يعني أن روسيا مستعدة لقبول إدخال المساعدات الأممية للميلشيات الأجنبية التي احتلت تلك الأحياء، حيث أصبحت تلك الأحياء خالية تماما من المدنيين والثوار، فقد قالت الأمم المتحدة والصليب الأحمر إن أكثر من 20 ألف مدني فروا من الأحياء التي احتلتها قوات الأسد والميلشيات الأجنبية، باتجاه الأحياء الداخلية، كما فر بعضهم إلى مناطق سيطرة القوات الكردية أو مناطق سيطرة النظام في القسم الغربي من حلب، حيث يواجههم الاعتقال أو القتل أحياناً وفق شهادات حقوقيين ومؤسسات مستقلة.
ويمضي هؤلاء النازحون أيامهم الأخيرة في الشوارع، أو الأبنية المهدمة، بلا أي إمدادات غذائية أو صحية.
وكانت الأمم المتحدة أرسلت نداءات متعددة لروسيا ونظام الأسد من أجل السماح بتوصيل الإمدادات إلى أكثر من 275 ألف مدني محاصر بحلب، إلا أنهم رفضوا بشكل مطلق، بعد إرسال الثوار موافقة مكتوبة للأمم المتحدة على ضمان وصول الإمدادات بلا عوائق.
وأمام العنت الروسي والإصرار على الحسم العسكري قبل تنصيب ترمب في 20 كانون ثاني المقبل، تكتفي الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة بلعب دور "النوّاحة"، حيث لا يتجاوز دورها إحصاء عدد الشهداء والبنى الخدمية التي يدمرها الروس ونظام الأسد، والتباكي على مصير ربع مليون إنسان بريء، إلا أن موظفي الأمم المتحدة يتقاضون رواتب خيالية مقابل هذا "النواح" على حلب!!.