بلدي نيوز – (أحمد العلي)
تتبدل الأوضاع على جبهات حماة بسرعة بين الكر والفر، واستعادة مناطق وخسارة لأخرى، في ظل استخدام النظام جل طاقته الجوية والبرية ضد الثوار في المناطق التي حرروها مؤخراً، إلا أن الثوار يستميتون في المقاومة للحفاظ على المناطق المحررة، وتكبيد النظام يومياً عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة الى الخسائر الكبيرة في الآليات والمدرعات.
عدة عوامل ساهمت في تفريغ ريف حماة من الثوار كالصراع بين الكتائب، الذي أخلى العديد من المناطق من الثوار، إلا من الفصائل التي لم تتدخل في الصراع، ولم تعلن ميلها إلى أحد طرفيه ما جعلها في مواجهة النظام وحيدة، للدفاع عن العديد من المناطق بدون أي مساندة من كبرى الفصائل المتحاربة، خلال الصراع الأخير في ريف حماة.
قائد فوج المدفعية في جيش العزة (خالد خطاب)، أكد أن معركة حماة قد تعثرت للأسباب السابقة الذكر، وكان لابد من التعاطي مع المسألة ضمن الإمكانيات لاحتواء هجمة النظام الشرسة، وإعادة ترتيب الأوراق وتنسيق العمل لمعاودة تحرير النقاط، التي خسرناها خلال الأسبوعين الماضيين.
وأضاف (الخطاب): "قوات النظام تستميت للحفاظ على ريف حماة، واستعادة المناطق التي خسرتها سابقاً، فخسارتها لمدينة حماة ستعد واحدة من أكبر خساراتها منذ بداية الثورة، فهي رابع أكبر محافظة في سوريا، وسيطرة المعارضة عليها ستضعف موقف النظام وحلفائه عسكرياً وسياسياً.
وتابع (الخطاب) بأن الثوار وبعد خسارة مناطق تم تحريرها مؤخراً عملوا على توحيد الصف والهدف، لاستعادة زمام المبادرة والهجوم على قوات النظام، للحفاظ على المناطق المحررة ولتحرير مناطق جديدة وبأن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم على حد وصفه.
بدوره يرى الملازم (أحمد أبو رستم) في جيش النصر، أن النظام استغل عدة معطيات على الأرض ومن أهمها انشغال كبرى الفصائل في ريف حلب والتركيز الإعلامي على معارك حلب وأهميتها، وإهمال معارك حماة.
و أضاف (رستم): "يجب الاعتماد على المناورة على أكثر من جبهة، لتشتيت قوات النظام ومنعها من تركيز قصفها الجوي وقوتها البرية على جبهة واحدة، وإبقاء زمام المبادرة بيد الثوار، أي إجبار قوات النظام على الدفاع، ومنعها من الهجوم، وإبقائها في وضع رد الفعل، وذلك بضربها من جميع خواصرها، وعلى هذا الأساس يوسع الثوار من مساحة العمل بشكل كبير، ما يمكنهم من تحديد نقاط قوات النظام وضربها".
وأكد (رستم) أن المناطق في ريف حماة واسعة ومفتوحة، وفي حال توقف تقدم الثوار فيها فقد تخسرها بسهولة، على حد تعبيره.
في خضم هذه الأحداث يبقى ريف حماه الشمالي والشرقي ساحات للمعارك ما بين كر وفر، وذلك يعود لطبيعة موقع الجغرافي والعسكري لمدينة حماه من حيث الأهمية، فتحريرها سوف يفتح الأفق أمام الثوار للتقدم إلى مناطق حاضنة النظام، ويهدد أمنهم ويفتح طريق لتحرير عاصمة الثورة حمص، ويفك الحصار عن أهلها المحاصرين، لذلك لن يستغني النظام عن ريف حماه بسهولة، وسيبقى يقاتل فيه فهو معركة حياة أو موت بالنسبة له.