بلدي نيوز – درعا (خاص)
وصلت يوم أمس الاثنين، أولى قوافل التعزيزات إلى الجنوب السوري، مما يدل على نية لدى النظام للتحرك العسكري في الجنوب السوري، بعد فروغه من معركة حلب، الأمر الذي دفع بتشكيلات الثوار في الجنوب إلى التعامل بشكل مباشر مع هذه التعزيزات بكافة الوسائط الممكنة، حيث نفذت الفصائل رمايات صاروخية وأخرى مدفعية نحو مواقع قوات النظام والمليشيات المساندة لها في كل من مدينة الصنمين وبلدة دير العدس بريف درعا الشمالي محققين إصابات مباشرة في صفوف النظام وميليشياته.
وكشف مصدر عسكري من "جبهة ثوار سوريا" فضل عدم الكشف عن اسمه، مقدار تعزيزات النظام التي وصلت مؤخرا قائلا: "إن هنالك تحشدات من الفرقة 7 والفرقة 4 والفرقة 9 والفرقة 5 والفرقة 1 والفرقة 15 إضافة إلى ألوية تابعة للدفاع الوطني وألوية الفضل بن العباس العراقي تمركزت في الفرقة 7 ومن هناك بدأت بالانطلاق نحو منطقة مثلث الموت في الريف الغربي، وجهتها باتجاه مسحرة وتل مسحرة، ونحو تل الشحم وبلدة دير ماكر وجهتها باتجاه تجمع جبل الشيخ إلى مناطق المقروصة وسعسع".
إضافة إلى "تعزيز تل الشحم بـ 3 راجمات 40جديدة من الفوج 137 وتعزيز تل بزاق وتل كروم وتل أيوبا وإجراء تحصينات جديدة فيها"، كما أكد المصدر "تواجد 7 ضباط استطلاع إيرانيين مهمتهم قيادة العمل متواجدين حاليا بتلول فاطمة في منطقة مثلث الموت في مقر عمليات الفيلق الأول".
ناهيك عن وصول "لواء السيدة رقية" إلى المنطقة الجنوبية وهو بحسب المصدر "لواء تعداده 400 عنصر يتألف من اللجان الشعبية من الكسوة وعين السودة وقطنا والحرجلة والحسينية وقياداته عراقية وإيرانية وأفغانية ومن حزب الله، تموضع هذا اللواء حاليا في منطقة الهبارية والدناجي منذ أقل من أسبوع، ومجهز براجمات 12و 107 الكورية إضافة إلى صواريخ زلزال مداها 2 كم".
كما رصدت فرق الاستطلاع بحسب المصدر "تحرك للتحشيدات وانطلاقها من الفرقة 7 في باصات وسيارات دفع رباعي باتجاه المثلث وريف سعسع".
وأكد المصدر "الاستعداد التام لصد أي تحرك من قبل النظام، ونحاول أن نرفع جاهزيتنا بشكل أكبر ضمن الإمكانات الضعيفة المتوفرة لدينا"، ولفت المصدر إلى أن "النظام قد يحاول الوصول إلى نقاط استراتيجية تمكنه من الوصول إلى أهداف أبعد مثل تل الحارة ومسحرة وزمرين وغيرها من الأهداف الأخرى في المنطقة الجنوبية مثل جبل الشيخ".
وعن الحالة النفسية للثوار في الجنوب بعد الانتكاسة في حلب، يقول المصدر: "لا نقول إنها حالة من اليأس بل حالة عابرة من الإحباط نتيجة انتكاسات متكررة وهذا أمر طبيعي بصراحة في معركة غير متكافئة من ناحية القوة والاستعدادات فالجيش الحر اليوم يقاوم كل آلات القمع والطغيان في العالم وأدواتها من الجيش الروسي إلى الإيراني إلى جيش النظام والميليشيات الطائفية وداعش، وطبعا نحنا لسنا يائسين من ذلك لأننا واجهنا ظروفاً أقسى وأصعب سابقا في بداية تحرير المنطقة الجنوبية وانطلقنا من مناطق أصغر وأكثر حصارا مما هو عليه الآن."
الاستراتيجية التي قد تتصدى فيها فصائل الثوار لأي عمل عسكري مقبل ستكشف عنها الأيام القادمة وقد تختلف من قطاع لآخر في المنطقة الجنوبية، فبعض المناطق تستلزم الدفاع وبعضها الآخر تستلزم الهجوم، وسط نشاط فعال من قبل الفصائل التي تعمل على إنشاء غرفة عمليات واحدة للجبهة الجنوبية تضم عدة غرف عمليات ضمن كل قطاع تكون ذات فاعلية وجاهزية في ظل أي هجوم مرتقب.