بلدي نيوز – (خالد وليد)
يدرك من اطلع على تفاصيل معركة حلب، أن النظام "انتصر" في المعركة بسبب أنه استطاع احكام الخناق والحصار على الثوار في المدينة، الأمر الذي مكنه من قطع طرق إمدادهم وابتزازهم عبر قصف المدنيين، الذين لم يسمح لهم بالخروج من المدينة، وقتل كل من حاول الخروج منها قنصا وقصفاً.
كما يدرك النظام أن وضع حلب حاليا يمكن قلبه بسهولة، فقواته في حلب تشبه جيباً تمتد فيه سيطرته ضمن مناطق أبسط ما يقال عنها أنها معادية للنظام، وفيها حجم كبير من القوات التي تستطيع إغلاق معبره الوحيد باتجاه المدينة، والمار عبر محور خناصر أثريا، الذي يمكن القول أنه الآن الفرصة الأكبر لهزيمة النظام في حلب.
عن ذلك يؤكد المحرر العسكري لشبكة بلدي نيوز(راني جابر)، أن النظام سوف يسعى جاهداً خلال الفترة القادمة لتأمين مدينة حلب، عبر جملة من الخطوات لا تستثني الهجوم على الريف الغربي، وتوسيع المجال الذي يسيطر عليه في محيط طريق خناصر، حيث يعتبر وضع قوات النظام في حلب أقرب للحصار منه للوضع الطبيعي، لكن الثوار لا يبدو أنهم يملكون أي خطة للاستفادة من الوضع، خصوصاً أن الطريق الذي يسيطر عليه النظام بعرض عدة كيلومترات، ويمكن إغلاقه ناريا أو بشكل كامل، خصوصاً مع توفر العديد من الأسلحة التي يستطيع الثوار استخدامها لقصف الطريق بشكل دائم، ومع توافر الطائرات بدون طيار فهم قادرون على استطلاع الطريق بشكل شبه دائم، وقصف أي رتل للنظام ومنعه من الاستفادة من الطريق، حسبما يرى المحرر العسكري.
(جابر) أكد كذلك أن العمليات العسكرية للنظام وإيران لا علاقة لها بأي عروض للمفاوضات تطرحها روسيا، بل عروض المفاوضات على ما يبدو هي مجرد عمليات تشتيت وتمويه تمارسها روسيا، التي تدرك ورطتها في سوريا، خصوصاً مع بروز تبرمها وضجرها من الإيرانيين والنظام وعدم فاعليتهم العسكرية، فهي تدرك أنهم يجرونها للتدخل العسكري الكامل في سوريا بإيحاء من أمريكا، الأمر الذي تحاول تجنبه قدر الإمكان، فهي تحاول عدم تكرار أخطاء أفغانستان، وتسعى للاستفادة من سوريا بأقل التكاليف وخاصة البشرية، لهذا السبب دفعت مؤخراً بجنود شيشانيين إلى سوريا، في محاولة لوضعهم في مواجهة السوريين، وتخفيض احتمالية قتل عناصرها، الذين تدرك أنها لن تستطيع تحمل خسائر كبيرة بين صفوفهم، خصوصاً مع ادعاءاتها أنها الآن قوى عظمى عائدة بقوة إلى الساحة.
طريق خناصر هو خاصرة النظام الرخوة، والتي يستطيع الثوار عبرها حصار حلب، ومنع النظام من متابعة السيطرة على المناطق الأخرى، فلو أقدم الثوار على عمل عسكري تجاهه لقطعوه أو أوقفوا عمله، فسوف يقلبون الكفة بوجه النظام، ويستعيدون السيطرة على الشمال السوري بشكل كامل.