هل وحدت الديمقراطية الأتراك وفرقت السوريين؟ - It's Over 9000!

هل وحدت الديمقراطية الأتراك وفرقت السوريين؟

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

"في حال حدوث أية هجمة إرهابية في ‫فرنسا لن أتصل بالشرطة، بل سأطلب المساعدة من الشعب التركي".. مقولة نقلتها الكاتبة كوثرجودت سعيد عن مواطن فرنسي.

مقولة تلخص الاحترام العالمي الذي حظي به الشعب التركي، بعدما فرض إرادته في بلده، منحازاً  لخياره الديمقراطي ومتحدياً قهر العسكر في مشهد لا يتكرر كثيراً في التاريخ.

وقد فرض المشهد كثيراً من المقارنات بين الحالة التركية والحالة السورية، تصدى لها كتاب  وباحثون وعموم المتأثرين والمتابعين للحالتين.

من الظلم القول بأن السوريين لم يتوحدوا، ولم يظهروا حالة شعبية مدنية كانت مضرب مثل للعالم أجمع، ويبقى هتاف الساحات الأشهر "واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد"، أصدق ما يمكن أن ينبئ عن الحالة السورية بكل أطيافها ومناطقها وطوال أشهر وليس لأيام معدودات.

إلا أن أسباباً بدأت تظهر وتتراكم لتخلق حالة من الفرقة ما لبثت أن طبعت الحراك السوري بطابعها، كان للنظام الدور الأكبر في بثها واستثمارها، كما أن عدم النضج السياسي والتجهيل، كل ذلك لعب دوراً حاسما كما يرى الباحث والكاتب د.محمد الدغيم الذي قال لبلدي نيوز: "يمكننا القول ببساطة إننا لم نعش مرحلة الوطن أبداً في أي وقت من الأوقات، منذ نشأة الدولة السورية التي امتازت بالانقلابات العسكرية والتي توجت بانقلاب البعث ومجيئ حافظ الأسد لتغرق البلاد في ظلام السجون والجهل والتخلف، إن التصحر الذي عاشه المجتمع السوري بكافة فئاته وأطيافه وقطاعاته العلمية والتربوية والصحية والخدمية جعل من كل واحد فينا غريباً في داره أسيراً في قراره، إن حالة التصحر التي أشرنا إليها وغياب مفهوم الهوية الوطنية ومعاني الحرية والديمقراطية التي نعرفها لفظاً دون أن نعيشها واقعاً... كل ذلك يمكن أن نقول إنه كان سببا في عدم توحدنا حتى الآن، وسببا في غياب المشروع السياسي الجامع حتى هذه اللحظة رغم كل التضحيات والدماء التي قدمها الشعب السوري في ثورته والشجاعة والبطولة التي قل نظيرها في التاريخ".

ولا يبتعد الباحث المختص بالشأن التركي عبد القادرعبد اللي عن التفسير السابق، مفسراً كيف ولماذا توحد الشعب التركي وتحدى آلة العسكر، يقول: "لم يعش السوريون تجربة ديمقراطية، والذين عاشوها لم يعد منهم أحد على قيد الحياة تقريباً، هناك قضية لا يريد أن يفهمها السوري أو العربي عموماً. كيف يمكن لشخص لا يحب أردوغان أن ينتخبه؟ لأنه يجد في حزبه فشلاً، فينتخب الحزب الخصم... بكل بساطة. تركيا كانت فقيرة جداً، لم تصبح غنية بعد، وعليها مديونية كبرى وصلت إلى أربعمائة مليار دولار، ولكن هناك استثمارات هائلة، لو كان أحدها فقط في سورية لألفنا حوله الكتب.. ماذا يعني رابع أطول جسر معلق في العالم؟ ماذا يعني ثاني أكبر مطار عائم في العالم؟ ماذا يعني أكبر مطار في أوروبا؟ هناك مئات من هذه المشاريع، والتركي في قرارة نفسه يشعر بها، ويستفيد منها. من جهة أخرى فقد جرب الانقلابات، وتذوق مرارتها، في انقلاب كنان أفران بلغ عدد المعتقلين أربعين ألفاً، وباعترافه هو أنهم أحد عشر ألفاً... لم تكن هناك أي أسرة ليس فيها شخص ما تعرض للتعذيب... اليوم المواطن التركي في المظاهرة يشتم أردوغان في أمه، وتحميه الشرطة! هل يمكن أن يكون هناك عاقل لا يدافع عن هذه الحالة؟"..

 وعن الوضع السوري الراهن يضيف: "بالنسبة للوضع السوري، فإن الواقع صعب. مع احترامي للناس جميعاً ولكن عندما يصبح من لا يجيد القراءة والكتابة أميراً وكذلك الأمر المساعد أول في أقبية المخابرات، من الصعب أن تتحدث عن وعي. لقد نجح حافظ الأسد بإنجاز مشروع هائل جداً اسمه "التجهيل" نحن بجاجة زمن طويل لمحو الأمية، وخاصة بعد أن تضاعفت أضعافاً في هذه الفترة... وبالطبع هذه العملية غاية في الصعوبة، لأنك يجب أن تُقنع هذا الكائن أنه أمي، فهو يعتقد بأنه أفهم مخلوق على وجه الأرض، كيف سيتكاتف مع غيره؟ عندما يفهم المواطن العربي عموماً والسوري خصوصاً أن لكل إنسان دور، وهذا الدور ضروري مهما كان صغيراً حينئذ فقط نستطيع أن نصل إلى هذه النقطة من التكاتف على الرغم من وجود التباين بالرأي..".

ويرى د.عبد العزيز الدغيم وزير التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة، أن وحدة الهدف هي ما ينقص السوريين ليعودوا لحالة التكاتف والوحدة، يقول لبلدي نيوز: "وحدة الهدف هي الأساس في تحديد الاتجاه وحشد القوى لتحقيق الغاية، لقد كان هدف الأتراك بناء الوطن وحماية الحرية فأفشلوا الانقلاب، وكانت أهدافنا شتى فتبعثرت القوى ودمر الوطن واستمرت النظام الفاشي واستمر في القتل وممارسة الجريمة، ولو كان هدفنا جميعا إسقاط النظام لسقط النظام وبقي الوطن حرا كريما"..

 

مقالات ذات صلة

لافروف"اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

لمناقشة العملية السياسية في سوريا.. "هيئة التفاوض" تلتقي مسعود البرازاني

"رجال الكرامة" تعلن إحباط محاولة لتصفية قاداتها

تقرير يوثق مقتل 27 شخصا خلال تشرين الأول الماضي في درعا