بلدي نيوز – الرقة (محمد عثمان)
لاتزال "شريعة الغابة" تحكم وتسن القوانين الممنهجة ضد المدنيين في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بعد أن مضي ثلاث سنوات على سيطرة الأخيرة على المدينة.
فبعد أن حُكمت الرقة لسيطرة قوات النظام ومن ثم تنظيم "داعش"، بصولجان العوز والقلة والحاجة، وإشغال سكان المدينة بأبسط متطلبات الحياة "القوت، ووسائل النقل، والخدمات الحياتية"، تعود "قسد" لتفرض نهجاً قمعياً بنكهة ديمقراطية.
كذبة الديمقراطية
يقول مراسل بلدي نيوز في الرقة، إن جميع القرارات التي تشرعها مجالس "قسد" تكون خدعة على المدنيين لصالح مخابراتها، بدعوى مكافحة الإرهاب وبمباركة قسرية من أمن" قسد" واستخباراتها على المنضوين تحت لوائها من "شيوخ عشائر ومجالس السن والتشريع".
وأضاف، "أبرز تلك القرارات تشريع ومباركة التجنيد الإجباري للشبان من الرقة، والذي رفضه السكان المحليون جملة وتفصيلا، (فالعين لم تستطع أن تقاوم مخرز البطش)، وحملات الاعتقال التي شهدتها وماتزال تشهدها قرى وأحياء الرقة"، مما أجبر سكان مدينة الرقة إلى تسفير أبناءهم مِمّن هم في سن التجنيد ودفعوا مبالغ طائلة كي لا يتم زجهم إلى تجنيد إجباري، (لا ناقة لهم فيه ولا جمل).
تجفيف المنابع
شرعّت قوات "قسد" نص وقرار يمنع الدراجات النارية بالتجول ضمن المدينة، زعمت على أنه مطلب جماهيري عن طريق المجلس التشريعي التابع لمجلس الرقة المدني، والذي تفرض عليه سلطات "قسد" قوانينها وأنظمتها، بدعوى تجفيف منابع الإرهاب وخطر الدراجات النارية.
في المقابل، لاتزال مدينة الرقة تشهد تفجيرات ممنهجة ومدروسة ضمن نقاط أمنية، تستهدف شخصيات عشائرية ورمزية من المكون العربي ودون الحاجة لتفجيرات عن طريق الدراجات النارية، فالسكان وأغلبهم كانت الدراجة أبسط وأرخص وسيلة نقل بين أحياء المدينة للتجارة والشراء والتنزه وقضاء أغلب الاحتياجات الخاصة.
مكاسب الحرمان
عملت قوات "قسد" على استبدال الدراجات النارية بوسائط النقل التقليدية "الباصات"، والتي لم تستطع أن تفي بالغرض وأن تلبي قضاء حاجات السكان؛ مِمَّا اضطر السكان لاستعمال سيارات الأجرة الخاصة "تاكسي"، وسيارة نقل فكان غلاء أجور المواصلات 300 ليرة داخل البلد مسافة 2كم، و500 ليرة مسافة 5كم، وسط غياب الرقابة ورفع سلطات "قسد" لثمن المحروقات، وفتح المجال لتجار الأزمات من بائعي المحروقات الأمر الذي زاد من حجم المشكلة.
إجهاض
شكل الفراغ الأمني الذي لم تستطع قوات "قسد" من احتوائه منذ سيطرتها وتدميرها للرقة 2017، أزمة جعلت أغلب المنظمات تتجه إلى مناطق سيطرة "قسد" والمدن الأمنية "المناطق الخضراء، عين عيسى، عين العرب"، فازدهرت القرى الصغيرة والنواحي على حساب المدينة وباقي مدن المحافظة كالطبقة والكرامة، فالرقة ومنذ غياب شمس أي نهار تكاد الحركة تنعدم ويبقى فقط العابرون أو الذي ضغطت ظروفهم للخروج، حتى الحواجز المنتشرة على أطراف المدينة يلوذ عناصرها بالفرار مع غياب الشمس.
يشار إلى أن محافظة الرقة تعيش حالة من الفلتان الأمني، حيث تنتشر اللصوصية والفساد في مؤسسات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الرسمية وذلك في ظل سلطة الأمر الواقع.