بلدي نيوز
باع "أحمد" كل ما امتلكه على مدار سنوات لكي يؤمّن تكلفة العلاج، بعد أن أفقدته إصابة مع بداية الحرب في سوريا سنة 2011 يده اليمنى وعينه اليسرى وأصيب في ركبته.
خضع المواطن السوري أحمد سالم العبدالله لمشرط الجرّاح 13 مرة، دون أن تتمكن مستشفيات البلد الواقع تحت الحرب من تركيب أعضاء اصطناعية له، ليُكمل حياته بجسد مبتور لا مدّخرات لديه.
يزحف أحمد على قدميه ويده الوحيدة بين جبال منطقته الوعرة بحثًا عن الحشائش، لم يبق له إلا أن يستعين بصغاره على رحلة توفير لقمة العيش.
وبينما يجلس أقرانهم في مقاعد الدراسة، يجعل الرجل أطفاله يهجرونها في سبيل القوت.
يقول أحمد، إن له ابنا معاقا بين آخرين كما يعيل والديه، مما يضطره إلى الخروج للعمل.
يبيع المواطن النازح الحشائش مقابل بضع ليرات يصرف نصفها لتوفير الخبز، ويوضّح المتحدث أنه يحصل على 40 ليرة تركية في اليوم الواحد يشتري بعشرين منها خبزًا للأسرة المكونة من 9 أفراد، في حين أن إطعامهم يحتاج إلى 200 ليرة تركية (13 دولارًا).
ويتابع أحمد: "في أيام تكون فيها الحشائش نادرة، أضطر إلى التوجه وحيدًا إلى خطوط التماس مع النظام المجرم، حيث الألغام وبندقيات القناصة، أخاطر بنفسي لأوفر لأسرتي قُوتها".
بدأ جلد يد أحمد وأيدي صغاره التآكل بسبب بعض الحشائش، تضطر الزوجة إلى تعويض أبنائها عندما تشاهد احمرار أياديهم.
ينظر أحمد في المرآة إلى عينه التي أفقدتها الحرب بصرها وصغاره يلتفون حوله، يتنقّل بعينه الوحيدة بينهم بحسرة، ويقول للجزيرة مباشر "لم يكن ينقصني شيء كنت في حال جيدة".
المصدر: الجزيرة مباشر