بلدي نيوز – (عمر الحسن)
منذ طفت الوحدات الكردية المدعومة غربياً على واجهة الأحداث في سوريا، بدأت تظهر تدريجياً مستويات الدعم غير المسبوق الذي تحصل عليه هذه الميليشيات من قبل التحالف الدولي.
حيث ظهرت صورة لأحد عناصر ميليشيا PYD مع قاذف ميلان، مركب عليه منظار حراري، والتي تعتبر صورة مميزة تعبر عن حقيقة مستوى الدعم الذي تحصل عليها هذه الميليشيات.
وتعتبر صواريخ ميلان من أفضل الصواريخ المضادة للدبابات في العالم، حيث يبلغ مداها حسب الجيل بحدود 2 إلى 3 كم، ولديها قدرة على اختراق تتجاوز 650 ملم في الفولاذ.
والمميزات المتعلقة بحجم ووزن هذه القواذف تجعلها مناسبة للاستخدام بشكل أسهل من صواريخ تاو، خصوصاً أنها أصغر بكثير، وسهلة الحمل والتجهيز والحركة، ولديه القدرة على تدمير معظم الدبابات الموجودة في الساحة في سوريا.
إضافة للدعم الجوي غير المسبوق، والذي تشترك فيه طائرات دول التحالف ضد "التنظيم"، والتي نفذت آلاف الطلعات الجوية في سوريا، والذي بدأ فصله الحالي مع قاذفات B52، بعد أن دخلت إلى المعركة في سوريا لصالح الميليشيات الكردية، فقد تلقت هذه الميليشيات دفعات كبيرة من الأسلحة المتعددة، وبخاصة الفردية والمتوسطة والمضادة للدروع بأنواعها.
وبسبب الدعم العسكري الكبير الذي تلقاه الأكراد، شهدت العقيدة العسكرية للميليشيات الكردية تغيراً سريعاً وصادماً، حيث تحولت مهمتها الأساسية إلى تنقيط الأهداف لطائرات التحالف فقط، وتمشيط المناطق بعد قصفها، مع تجنب الدخول في مواجهات مباشرة إلا في ما ندر.
ففي حين حصل الثوار على صواريخ "التاو" بأعداد محدودة، حصلت الميليشيات الكردية على أنواع أحدث من مضادات الدروع، حيث ظهرت عدة أنواع لمضادات الدروع بيد PYD منها ما هو موجه ومنها ما هو غير موجه.
مهمة هذه الأسلحة بالدرجة الأولى، هي صد الهجمات بالعربات المفخخة، والتي أصبحت كابوساً حقيقياً لهذه الميليشيات، والتي حصدت الكثير من عناصرها، فهم يعتمدون على القدرة الجوية لطائرات التحالف، بدون أي اعتماد على قدراتهم النارية الذاتية.
فمن صواريخ كونكورس إلى قواذف osa79، وصولاً إلى صواريخ جافلين، التي تعتبر ذروة تقنية الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات في العالم، والتي لم تحصل الكثير من الدول سوى على أعداد محدودة منها، ومن النماذج التصديرية مخفضة المواصفات.
ظهور صواريخ ميلان الفرنسية المضادة للدبابات بيد هذه الميليشيات، والذي تميز بوجود مناظير حرارية مركبة عليها، لم يشاهد على أي منصة إطلاق صواريخ تاو لدى الثوار، فالثوار يعانون بشكل جدي من عدم حصولهم على تجهيزات رؤية ليلية بشكل كاف، وبخاصة في مجال القواذف المضادة للدبابات، والتي يكون لها تأثير كبير على سير العمليات في حال توفرت بشكل كافي.
ما يشير بوضوح إلى التفضيل الكبير للميليشيات الكردية على الثوار، الذين لم يعرف عن حصولهم على هذه التجهيزات من داعميهم، خصوصاً مع طيف تجهيزات الرؤية الليلية الواسع الذي يستخدمه النظام، الذي يعتقد أنه أول من درب هذه الميليشيات على صواريخ ميلان، لتأتي فرنسا وتدعم الأكراد بالسلاح ومن بينها هذه الصواريخ.