بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
شهدت مدينة السلمية بريف حماة خلال اليومين الماضيين إطلاق نار كثيف واشتباكات بين شبيحة من الطائفة العلوية وعائلات من الطائفة الإسماعيلية، تسبب بوقوع قتلى وجرحى في الطرفين.
وأفادت مصادر لبلدي نيوز، أن مجموعة شبيحة يعملون لصالح "وليم ديب وعيسى ديب" القياديين في ميليشيا "الدفاع الوطني"، أطلقوا النار بشكل مباشر على ثلاثة شبان من "آل سنكري، وأبو قاسم، وإبراهيم" -وهم من الطائفة الإسماعيلية- بعد خلاف شخصي بينهم، ما تسبب بمقتل الشبان الثلاثة وإصابة "وليم ديب" بطلق ناري في أحد أطرافه.
وأضافت المصادر أن ذوي القتلى اجتمعوا وقرروا عدم دفن أبناءهم حتى يأخذوا بثأرهم وقتلِ من قَتلهم، وقطعوا الطرق وأغلقوها وأشعلوا الإطارات، ثم تطور الأمر إلى اشتباك أدى إلى مقتل عنصرين من شبيحة "الدفاع الوطني" وهما (لؤي وعلاء حمدان).
وأشارت المصادر إلى أن هذه الحادثة تعتبر الأولى من نوعها -التي تحمل سمة طائفية بحتة بين الإسماعيليين والعلويين في مدينة السلمية- فيما لاتزال المدينة والقرى المحيطة تشهد توتراً وإطلاق نار بشكل مستمر في شوارعها وساحاتها في ظل التزام معظم المدنيين منازلهم وعدم الاقتراب من الشوارع العامة والساحات التي تعج بالمسلحين من الطرفين، بعد أن استقدموا تعزيزات من القرى الإسماعيلية والعلوية المحيطة بالسلمية كـ "تل الدرة، وصبورة وغيرها".
وعن ممارسات الشبيحة -الذين ينتمون للطائفة العلوية في السلمية- خلال الثورة، قال أبو الورد السلموني –وهو أحد أبناء المدينة- "منذ بداية انطلاق المظاهرات المعارضة للنظام والتي كان يتصدرها مئات الناشطين والناشطات من أبناء الطائفة الإسماعيلية، قام اللواء أديب السلامة رئيس فرع المخابرات بحلب، بتسليح معظم أقاربه والمحسوبين على الطائفة العلوية في السلمية، وأعطاهم الصلاحيات المطلقة في المدينة، فاعتقلوا المئات من أبناء المدينة المعارضين وحولوهم إلى المعتقلات".
وأضاف السلموني لبلدي نيوز "تطورت أعمال الشبيحة للخطف والمقايضة مقابل مبالغ ضخمة تفوق العشرة ملايين مقابل الإفراج عن كل مخطوف، وذلك في ظل غياب تام لمركز الشرطة وقيادة المنطقة".
وعانت مدينة السلمية الكثير من ممارسات الشبيحة، ما جعل أبناءها من الاسماعيليين ينقسمون إلى فئتين، الفئة الأولى عارضت الانخراط في صفوف الشبيحة ولوحقت وأجبرت على الهجرة إلى تركيا ودول أوربا، وأخرى من شبان مراهقين انضموا إلى ميليشيات الشبيحة بعد إغرائهم بالمال والسلطة والسلاح، في ظل تخويفهم من بعبع تنظيم "الدولة" الرابض على تخوم مدينة السلمية الشرقية.
الجدير بالذكر أن آخر إحصائية، ذكر فيها أن هناك ما يقارب 10 آلاف شاب من أبناء السلمية متخلفين عن الالتحاق بخدمة العلم، بالإضافة الى ما يقارب الـ200 معتقل وعشرات المفقودين في سجون النظام، هذا عدا عن نصف سكان المدينة الذين هاجروا إلى أوربا.