بلدي نيوز - (غزل سالم)
في اليوم الأخير من هذا العام الذي سيضرب به المثل في السنوات القادمة لكل ما هو سيئ ومخيب للآمال، انتهت السنة بما حملته معها من وباء عالمي أصاب أكثر من 77 مليون شخص وأكثر من 2 مليون حالة وفاة في العالم، تسببت هذه السنة للعديد من الأفراد خسائر في وظائفهم وتغيير في مواعيد السفر لمن كان على استعداد له، حيث راكمت من هموم الجميع.
في سلمية إحدى المدن الصغيرة في سوريا، ينتهي العام ببعض الاحتفالات البسطة في شوارعها، "الأطفال لا يعلمون بالتفاصيل المريرة التي حلت بنا"، هكذا عبر صاحب إحدى المحلات التجارية في سوق المدينة الذي اشترك مع أصحاب المحلات الأخرى في نفس السوق لإقامة فعاليات احتفالية من أجل الأطفال وهي مستمرة منذ اسبوع وحتى اليوم.
تقول إحدى السيدات التي اشتركت مع أصحاب المحلات بتقديم بعض الهدايا للأطفال: "لدي العديد من الألعاب والدمى احتفظ بها مذ كان أولادي صغارا، نظفتها عن جديد وأردت توزيعها، هناك العديد من العائلات لا يمكنها تقديم هذه الرفاهية لأطفالهم".
وعلى جانب آخر من المدينة يكتظ سوق الخضرة الشعبي بالناس لشراء ما يحتاجونه في سهرتهم المنزلية لليوم الأخير من السنة، بعد أن تقرر إغلاق الأماكن العامة ومنع إقامة الحفلات والمناسبات وذلك ضمن الإجراءات التي اتخذت مؤخراً بسبب فايروس كورونا، لا يكترث الكثيرين لأمر الاحتفال ببداية سنة جديدة لكنهم متفقين دائماً أنهم لا يستطيعون تجاوز هذا اليوم ببساطة من أجل أطفالهم، ورغبتهم البريئة بالاحتفال، لكن جنون الأسعار في كل شيء يقيد ويمنع العديد من العائلات أن تشتري ما تريد وترغب لإسعاد أطفالها.
صاحب أحد المحلات يقول: "أنا بياع الفقراء، جميع من يشتري من المحل يطلب كميات قليلة جداً بمبالغ بسيطة، قد يحتاجها للطعام فقط".
العديد من عائلات مدينة سلمية يعتمد على الحوالات المالية من أبنائهم المغتربين والمهاجرين خارج البلاد حالهم كحال العديد من السوريين الذين باتت رواتبهم لا تكفي لشراء ثلاث قطع من الملابس أو أربع وجبات طعام.
تقول عبير 59 سنة (اسم مستعار)، يرسل لي ولدي حوالة مالية بشكل شهري وفي نهاية هذه السنة قرر تحويل مبلغ إضافي وطلب مني شراء بعض الألبسة لأربعة أشخاص، وأن أحرص على أن يكونوا في أعمار العشرينات فهو يعلم حال الشباب والشابات اليوم ويعلم جنون الأسعار في كل شيء، لا أعلم سبب رغبته تلك ربما ليشعر بعض الشيء أنه يساهم في مساعدة الناس في الداخل".
ينتهي هذا العام بأمنيات الأطفال البريئة وأحلام عائلاتهم في توفير بعض الأمان والنجاة من حياة لا تشبه الحياة بطبيعتها، ينتهي مع شوق الأمهات لرؤية أولادهن، وينتهي بآمال وطموحات السوريين بحياة أفضل دائماً من كل عام.