بلدي نيوز - (خاص)
أصبحت دمشق تئن لفقدان المادة الأولية الأساسية للطعام "الخبز"، ومازال النظام يتعنت وينفي فقدانها، ولكن معطيات الشارع السوري تبين النقص الشديد للخبز في العاصمة وباقي المحافظات السورية.
الخبز المدعوم
وسجل سعر ربطة الخبز 1000 ليرة سورية، لغير الراغبين في الوقوف واﻻنتظار على نافذة الأفران، بينما سعر ربطة الخبز المدعوم التي تحتوي على 12 رغيف سعرها 100 ليرة, ويتم الوقوف لحجز دور من قبل الفجر وقد يحصل الشخص على ربطة خبز وقد لا يحصل بسبب قلة الكمية.
نفي النظام
وتصر حكومة النظام على تكذيب الواقع، واعتبر مدير عام المؤسسة السورية للمخابز، "زياد هزاع"، أنّ الوضع اليوم أفضل من أمس، وسيتحسن غدا بشكل أكبر وملحوظ.
وتساءل؛ "لو أن هناك أزمة خبز حقا فمن أين يحصل الناس على المادة؟"، بحسب تصريحات له لإذاعة "شام إف إم" الموالية.
وأرجع "هزاع"، سبب الازدحام الحاصل مؤخرا على الأفران إلى عدة أسباب؛ أن الصدف اجتمعت في وقت واحد، وهي توقف بعض مخابز القطاع الخاص عن العمل نتيجة أعمال الصيانة، واستجرار الدقيق بطرق غير مشروعة من قبل بعض آخر، وبالتالي التوجه للمخابز العاملة الأخرى، مما شكل ازدحاما أكبر عليها، إضافة، لاعتماد بعض المطاحن على القمح القاسي مما يؤدي إلى توقف بعض الخطوط نتيجة واقع الكهرباء وتذبذبها.
وزعم أن التوريدات "جيدة جدا"، وقد يحصل بعض التأخير في وصولها إلى المخابز، ولكن هذا لا يعني انقطاعا دائما بالتوريد.
طوابير
وعلّق موقع "أخبار سوريا اﻻقتصادية" الموالي على أزمة الخبز، بقوله "يبدو أن التجمع في الطوابير منذ مطلع الشمس حتى مغيبها بات ضروريا للحصول على ربطة الخبز، نحن اليوم في ظل أزمة تأمين الخبز التي يعاني منها السوريون، واضطرارهم للوقوف في طوابير طويلة أمام الأفران ومراكز التوزيع للحصول على كميات محدودة جدا".
نقص حاد
وكشف مسؤول في الأمم المتحدة في شهر تموز/يوليو الماضي، أن سوريا قد تواجه نقصا حادا في الخبز، للمرة الأولى منذ بداية الحراك الثوري ضد النظام.
وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في سوريا، "مايك روبسون"، "ثمة أدلة بالفعل على أن الناس بدأت تستغني عن وجبات الطعام".
وأضاف، "إن بقيت العملة تحت الضغط؛ فسيكون من الصعب الحصول على الواردات وربما تشهد الشهور التي تسبق محصول القمح لعام 2021 نقصا حقيقيا".
وتشير بيانات برنامج الأغذية العالمي إلى أن عدد الذين يقدّر أنهم "لا يشعرون بالأمن الغذائي" في سوريا ارتفع من 7.9 مليون فرد إلى 9.3 مليون فرد، خلال الأشهر الستة الأخيرة الفائتة.
وكذّب مسؤولو النظام تقريرا نشرته وكالة "رويترز" حول نقص القمح في مناطق النظام.
أزمة شاملة
وتشهد معظم المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام أزمة خبز خانقة، لدرجة أن أحد الشبان فقد حياته في اللاذقية منذ ٢٠ يوما بعد تلقيه طعنة سكين، خلال مشاجرة على دور الخبز أمام مخبز في "رأس البسيط" بريف اللاذقية، وأصيب 2 آخرين من عائلة واحدة، منذ أسبوع.
وكما شهدت مدينة اللاذقية شجارا بين سيدتين على دور الخبز أمام أحد الأفران، كاد يودي بحياة عدة أشخاص.
خبز البطاقة الذكية
وأعلن النظام بتاريخ ٧ نيسان/إبريل ٢٠٢٠ أن توزيع الخبز سيتم عن طريق البطاقة الذكية، للتخفيف من الازدحام على الأفران ومنع بيع الخبز بالسوق السوداء واستغلال التجار لمادة الخبز وترشيد الاستهلاك، وأيضا منع انتشار فايروس كورونا.
وبالنسبة للكميات المخصصة لكل عائلة؛ فإن الأسرة المكونة من ثلاثة أفراد تحصل على ربطة خبز واحدة يوميا بينما الأسرة التي تضم أربعة إلى سبعة أشخاص تحصل على ربطتي خبز، وتحصل الأسرة التي يتجاوز عدد أفرادها سبعة أشخاص على ثلاث ربطات خبز يوميا.
وبالنسبة للحالات الخاصة أي الشاب "الأعزب" فعملية شراء الخبز ستكون، عن طريق مختار الحي أو رئيس البلدية الذي سيكون لديه بطاقة خاصة بهم وسيقوم بتسجيل هذه الحالات والتي تتضمن أغلبها الأشخاص العازبين والمقيمين بشكل فردي.
وأوضح خبراء اقتصاديون من داخل النظام فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أن قرار الحكومة المتعلق بالخبز بالبطاقة الذكية ليس سببه كما "تزعم ترشيد الاستهلاك بقدر ما هو نقص في مادة الدقيق كباقي المستلزمات المعيشية للسوريين وعجز الحكومة عن تأمينها وتفاقم هذا العجز مع انعدام حركة الشحن التي فرضها تفشي وباء كورونا.