بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
كشف مقطع الفيديو المسرب، من مدينة حلب، والذي يظهر فيه مجموعة من الشبان يركضون خلف سيارة توزيع الخبز، مجموعة حقائق، وفق مراقبين، تؤكد بمعظمها أن النظام بات عاجزا عن تأمين الرغيف للشارع الموالي.
وكشف الفيديو، وفق اﻷستاذ معاذ بازر باشي المهتم بالشأن اﻻقتصادي، أن الموضوع تجاوز حدود إذﻻل الناس، وكشف هشاشة الوضع في البلاد، وحقيقة واحدة تلخص أزمة الخبز بوضوح في مناطق سيطرة اﻷسد.
وقال بازر باشي؛ المتابع للإعلام الموالي، خلال اﻷيام القليلة الماضية، وتحديدا مسألة إشاعة توزيع الخبز عبر البطاقة الذكية، ورفع الدعم، والعزف على وتر هدر المواطن للرغيف والفساد، يدرك أن خلف المشهد مصيبة.
وأردف؛ "وأتى موضوع الصفقة التي أعلن النظام عن نجاحها مع موسكو، حول استيراد القمح، ومشاهد الفيديو لتلخص اﻷزمة، بفقدان الطحين".
وفي ذات السياق؛ أجمع من تمكنت بلدي نيوز من استطلاع رأيهم في دمشق وريفها؛ أن الحصول على "ربطة خبز" بات هاجسا يوميا، إذ إن الطوابير انتقلت من اﻷفران إلى سيارة توزيع المادة في اﻷحياء، وسط إجراءات الفساد والمحسوبيات ذاتها.
وقال بازر باشي؛ "الواقع يؤكد أنّ موسكو ابتزت اﻷسد، ودفعته للقبول بعرضها، وشراء القمح الروسي، بما أملته هي ووفق عرضها السعري القديم؛ لتجنب مزيد من الفضائح، في الشارع."
ولم تفلح إجراءات النظام، في توزيع الخبز، عبر صالات المؤسسة السورية للتجارة، وﻻ حتى تحديد مواعيد دقيقة لساعات عمل اﻷفران، أو حتى توزيع المادة عبر السيارات الجوالة في حل اﻷزمة؛ ما يؤكد فعليا غياب الطحين، من مخازنه.
ومن المفترض أنّ يشهد نهاية هذا الشهر وصول القمح الروسي إلى مخازن المؤسسة العامة للحبوب، التابعة للنظام، والتي سبق وأشرنا أنها ادّعت نجاح الصفقة مع روسيا لاستيراد 300 ألف طن قمح.
إﻻ أنّ بعض المؤشرات التي ظهرت مؤخرا تنفي احتمالية إتمام الصفقة السابقة، فقد أعلنت حكومة النظام عن طرحها شراء محصول القمح من الفلاحين، وإغراء هؤلاء، برفع سعر كيلو القمح إلى 225 ليرة.
ما يحمل بذور الشك في إتمام تلك الصفقة ويغري مراقبين بنفيها من أصلها، واعتبارها مجرد جرعة مخدر.
وبالمحصلة؛ من المتوقع تفاقم أزمة الخبز، كما سبق وأشرنا في مادة سابقة، بدﻻلة المؤشرات السابقة، فضلا عن رفض التجار استيراد أي مادة وفق سعر الدوﻻر الذي يحدده المركزي ويختلف عن حقيقته في السوق.