بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أدلى رأس النظام، بشار الأسد، ترافقه زوجته، أسماء اﻷخرس، صباح اليوم اﻷحد، بصوتيهما فيما يسمى "انتخابات مجلس الشعب"، للدور التشريعي الثالث، وذلك في المركز الانتخابي بوزارة شؤون رئاسة الجمهورية، بحسب وكالة اﻷنباء الرسمية الموالية "سانا".
تحدي قيصر
وتأتي هذه اﻻنتخابات بعد بدء سريان تطبيق قانون العقوبات اﻷمريكية، قيصر/سيزر، على نظام اﻷسد، بنحو شهر واحد، وفي ظل أسوأ حالة معيشية شهدتها البلاد، وفق التقارير اﻹعلامية الموالية.
ويعتقد محللون موالون أنّ إجراء اﻻنتخابات، دليل على انتصار اﻷسد على قيصر والولايات المتحدة اﻷمريكية، والمؤامرة الكونية، وهي استكمال لمسيرة اﻻنتصارات التي يعزفون حولها يوميا على "الفضائية السورية" والمحطات الموالية.
انتخب بعرنوس ذرة
وأظهر فيديو بثته الفضائية السورية طريقة لاقت انتقادات واسعة حول ملف اﻻنتخابات، يظهر فيها بائع للذرة ينادي في الطريق؛ "انتخب وخذ عرنوس ذرة"، ورأى فيها رواد التواصل اﻻجتماعي، الموالين، تقليلا من أهمية "اﻻنتخابات وربطها بالطعام"، إضافة إلى مشاهد دعائية أخرى وصفت بـ "السخيفة والسطحية".
بلد مدمر من ينتخب؟
وتؤكد تقارير أممية أن ما يزيد عن 80 % من الشعب السوري، يعيشون تحت خط الفقر، إضافة لتدمير البنية التحتية للدولة، بفعل حرب اﻷسد ضد معارضيه.
وتزامنت هذه اﻻنتخابات مع أسوأ حالة تعيشها الليرة السورية في تاريخها، امام الدوﻻر اﻷمريكي، حيث انعكست بشكلٍ سلبي على حياة الناس، وفرضت إيقاعها حسب توصيف البعض.
وتؤكد تقارير موالية لفتنا لها سابقا، أن حالة هيستيرية أصابت الأسعار مع فقدان القمح المخصص للخبز، وإغلاق عدد من اﻷفران في ريف دمشق، فضلا عن تدهور الوضع الصحي بسبب خروج المشافي والكوادر عن العمل في مناطق النظام.
ويسأل من استطلعنا رأيهم في مناطق النظام، عن الشخصيات المرشحة ومؤهلاتها للفترة القادمة، وبدا هذا واضحا أيضا في الكثير من التقارير الموالية عبر الفضائية السورية الرسمية، حيث وصف المرشحون بـ "اﻷرزال" وغيرها من العبارات القادحة بشكلٍ علني.
برلمان الزور
ويرى اﻷستاذ نادر غانم الناشط الحقوقي، من دمشق، أنّ اﻷسد يتحدى وزوجته الداخل والخارج، ويوجه رسائله بكل اﻻتجاهات.
وأضاف غانم؛ "سياط قيصر بدت واضحة على وجه اﻷسد وعقيلته، لكن الكمامة أخفت بعض اﻵثار".
حيث زار اﻷسد مركز اﻻقتراع واضعا "كمامة" على فمه، كإجراءٍ احترزي ضد "كورونا".
ويحاول اﻷسد أن يوحي بنفسه ممسكا بملف إدراة البلاد، لاسيما الملف الديمقراطي واﻻنتخابات، حيث تزامنت هذه المرة مع إنهائه عشرين عاما فوق "كرسي السلطة" بعد عملية التزوير في ذات المجلس، والتوريث التي شهدتها "قبة البرلمان".
حرف البوصلة
ويعتقد محللون أن الهدف من هذه اﻻنتخابات بطبيعة الحال، حرف البوصلة عن اﻷزمات الداخلية الحادة التي يعيشها أبناء الداخل السوري الخاضع لسيطرة اﻷسد، بطريقةٍ تبرز فيها أن المستقبل يسير بخطوات جيدة نحو التغيير "الديمقراطي"، وكأن خلاص الناس سيكون عقب المشاركة في اﻻنتخابات، التي سبقتها رسالة أخرى، تمثلت بعزل رئيس الوزراء السابق، عماد خميس، بذريعة الفساد، وتولية "حسين عرنوس"،
وبالمجمل؛ امتصاص الغضب الشعبي، هو الملمح اﻷساس في هذه اﻻنتخابات "المسرحية".
اﻷعضاء الدمى
ويجمع السوريون بشقيهم الموالي والمعارض، أن أعضاء مجلس الشعب، منذ اعتلاء حافظ اﻷسد للسلطة بعد انقلابه في سبعينات القرن الفائت، شكل منهم "دمىً متحركة" تديرها "أقبية المخابرات" التي تقوم بـ "عملية التعليب" و"اﻻختيار" بما يتناسب و"ذوق القيادة".
الديك بالعرس اﻻنتخابي
وسخر موالون من إقامة المرشح المزعوم عن محافظة "إدلب" الخارجة عن سيطرة اﻷسد، المدعو "أحمد جميل عقرين" حفلا غنائيا في خيمته اﻻنتخابية غنى فيها "علي الديك" الذي تقاضى ما يزيد عن 17 مليون ليرة سورية بحسب ما تداوله نشطاء.
وقال أحد الموالين على "فيس بوك"؛ "الشعب يشتكي من القلة والعملة تنصرف بلا طعمة .... لو مرشح مظبوط كان صرف تكاليف الحفل عالعالم المحتاجة.... الله يعين الفقير وعيشته".
بينما سخر المتابع عبيدة قدور وقال "هلأ هيك المرشح يقدم برنامجو الانتخابي وجاب علي الديك؟ وإذا نجح لا سمح الله بدو يحيب هيفا وهبي تغني بالمجلس!"
في حين تشهد الطرقات بدمشق وريفها وباقي المحافظات وبإقرار من محللين موالين، على الفضائية السورية والمحطات الموالية، غياب برنامج حقيقي للانتخابات من طرف المرشحين.
حمشو خارج العرس
وكان أعلن رجل الأعمال السوري المقرب من "ماهر اﻷسد"، محمد حمشو، يوم الجمعة الفائت، في منشور له على حسابه الرسمي "فيس بوك" عن انسحابه وبشكل مفاجئ من الترشح لانتخابات مجلس الشعب، في خطوة أثارت ردود أفعال متضاربة لدى المتابعين السوريين.
ويعتبر حمشو من الوجوه التي لم تغب عن المجلس منذ استيلاء بشار اﻷسد على السلطة رغم بعض المحاوﻻت في العام 2007 ﻹزاحته باءت بالفشل بسبب ضغط "ماهر اﻷسد"، حسب مصدرٍ مطلع لبلدي نيوز.
ويرى معارضون سوريون، أن خطوة حمشو في ترشحه للانتخابات تأتي بهدف حصوله على حصانة تحمي نفوذه في البلاد، بيد أن العقوبات الأمريكية حالت دون تحقيق انتصاراته.
وفي 17 حزيران/ يونيو الفائت، أدرجت الولايات المتحدة معظم شركات حمشو في قائمة العقوبات، في جولتها الأولى من قيصر، كما شملت وزارة الخزانة الأمريكية زوجته وأخته وأبنائه الثلاثة بالعقوبات.
وتتهم الولايات المتحدة حمشو بأنه "زميل عمل مقرب" و"واجهة اقتصادية" لماهر الأسد.
يشار إلى أن حمشو كان من أوائل رجال الأعمال الذين ورد ذكرهم في العقوبات على داعمي نظام الأسد منذ العقوبات الأوروبية على بعض الشركات والمؤسسات ومنها قناة "الدنيا" التي يمولها (اسمها سما حاليا)، وصولا إلى وضع اسمه مع زوجته وأولاده ضمن قائمة شملتها عقوبات "قيصر".
"قسد" صفعت اﻷسد
وكانت أعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أنها لن تسمح للنظام بتنظيم انتخابات "مجلس الشعب" في مناطق سيطرتها.
وقال المتحدث باسم إدارة "قسد" لقمان أحمى في مؤتمر صحفي، يصر النظام على السير في نهجه وكأن شيئا لم يحدث منذ 2011، معتبرا أن تنظيم انتخابات "مجلس الشعب" يؤكد أن نهج النظام لم يتغير.
وتسيطر قوات "قسد" على معظم منطقة شرق الفرات التي وبذلك تضم مناطق سيطرتها أغلب محافظة الحسكة وأجزاء من محافظتي الرقة وديرالزور، إضافة إلى مناطق عين العرب ومنبج وتل رفعت بريف حلب.
بالمقابل يسيطر النظام على بلدات وقرى بريف الرقة جنوب الفرات، ومركز مدينة ديرالزور والمنطقة الممتدة جنوب نهر الفرات، إضافة لسيطرته على بعض الأحياء في مدينتي الحسكة والقامشلي وبعض القرى في ريف المدينتين، كما يسيطر على أجزاء واسعة من محافظة حلب منها مركز المدينة.
حظ أوفر
وبالمجمل؛ رغيف الخبز مفقود والناس في مناطق اﻷسد مشغولة في طوابير تحصيل "السكر والرز والخبز" و"المحروقات"، وقد لا يسعفها الحظ في تكحيل عينها برؤية اﻷسد وزوجته يصوتون كـ "المواطنين" بتواضع، وحظ أوفر كما يقول الناشط الحقوقي ملهم الشعراني، تعليقا على الحدث.