بلدي نيوز - (عمر يوسف)
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة نشرتها وسائل إعلام موالية، تدعو المدنيين بمناطق سيطرة النظام للتبليغ عن أي حالة مصاب بـ "كورونا" دون تردد، وإعلام الجهات الطبية، الأمر الذي أثار سخرية من الطريقة الأمنية وعقلية رجل الأمن والمخبر والعلاقة التي حكم بها نظام الأسد طيلة عقود خلت ليأتي ويطبقها في مواجهة الوباء.
وكانت وكالة أنباء النظام "سانا" نشرت صورة لأسرة في مستشفى، وكتب فوقها عبارة: "إذا بتعرف مريض يشتبه بإصابته بالكورونا.. بلغ الجهات المعنية بتحميه وبتحمي بلدك.. بلغ لا تتردد".
وعبر نشطاء وصحافيون معارضون عن سخريتهم من أسلوب النظام الأمني في محاربة الوباء، ونمط العقلية المخابراتية التي يواجه فيها الوباء بضرورة مراقبة المدنيين بأسلوب المخبرين وكتاب التقارير الأمنية.
وفي هذ السياق، كتب الأديب والصحفي "نجم الدين السمان" في منشور على صفحته في فيسبوك: "حاصر الكورونا بالتبليغ؛ المهم تبلِّغ! إذا كمشت مندس في مجتمعك المتجانس بلِّغ الجهات الأمنيّة المُختصّة حتى لو كان مكُورِن".
فيما رد عليه تعليق من "ضرار سعد الدين" بالقول: "لعمى حتى بالصحة بدهم كتيبة تقارير".
ورغم تفشي وباء "كورونا" في دول الجوار السوري وتسجيل آلاف الحالات، عمد النظام السوري إلى نفي تسجيل أية إصابة وسط انتقادات واتهامات بالتكتم على عدد الحالات من المصابين، قبل أن يعلن مؤخرا عن عدة إصابة لا تتجاوز عشرين حالة.
وانتقد موالو النظام قبل معارضيه الأسلوب الذي اتبعته وزارة الصحة في النظام السوري، والتصريحات المثيرة للجدل من الوزير "يازجي" الذي صرح منذ قرابة شهر أن جيش النظام قد قضى على الفيروسات والجراثيم، في رد على سؤال صحفي عن وصول وباء "كورونا" وانتشاره بمناطق النظام.
كما تواجه حكومة النظام تفشي الوباء في مناطق سيطرتها بإجراءات أشبه ما تكون بـالأمنية منها أكثر من الاحترازية، مع عدم التزام الميليشيات الإيرانية وقوات النظام بالإجراءات الوقائية، واستغلال النظام الوباء لإيصال رسالة للدول الغربية لفك الحصار والعقوبات عنه وهو المسؤول عن مقتل مئات آلاف السوريين.
يشار إلى إن صحة النظام أعلنت عن أول إصابة بكورونا في سوريا بتاريخ 22 من شهر آذار الماضي، ويتكتم النظام ويخفي بشكل متعمد أعداد الإصابات والوفيات بالفيروس في مناطق سيطرته، ولم يفصح حتى الآن إلا عن وجود 25 حالة فقط وعن حالتي وفاة وخمس حالات تماثلت للشفاء.