بلدي نيوز - حلب (عبدالقادر محمد)
يعاني مئات العاملين في مجال صناعة الألبسة بريف حلب الشمالي، من انعدام فرص العمل بعد أن توقفت عشرات المعامل والورشات، جراء غلاء المازوت وانعدام تصريف البضائع وارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية خلال الستة أشهر الفائتة.
وتعتبر مهنة الخياطة هي الأكثر انتشارا في عموم الشمال السوري، وتقدر نسبة العاملين فيها 25% من شبان المناطق الشمالية لمدينة حلب، حيث تحتل المركز الأول من ناحية ارتفاع الأجور في تركيا.
يقول عبد السميع حمشو، وهو صاحب معمل ألبسة في بلدة صوران اعزاز بريف حلب الشمالي؛ لبلدي نيوز إن "المشكلة تكمن في عدة نقاط أولها توقف العمل بشكل متكرر لكافة معامل الألبسة، حسب المواسم، وقلة الطلب وضعف الأجور لحد كبير، حيث أصبح صانع الخياطة يتقاضى 100 ألف ليرة سورية شهريا، بينما يتقاضى في تركيا بين 2500 و3000 ليرة تركية، أي ما يعادل خمسة أضعاف راتبه في الداخل السوري.
وأضاف حمشو أن العمل في تركيا جيد جدا مقارنة بشمال سوريا، منوها أن غالبية العمال بدأوا الهجرة نحو تركية من أجل العمل في ذات المهنة، وسط عجز في الوقوف في طريقهم بسبب التفاوت الكبير في الأجور.
وأشار إلى أن هجرة العاملين انعكست سلبا على ضعف مهنة الخياطة في الداخل السوري، ما أجبر أرباب المهنة على جلب شبان صغار وتعليمهم من الصفر لتسيير الورشات.
وأكد على أن الصناعيين لم يتلقوا أي دعم من قبل المجالس المحلية أو الجهات الأخرى، فضلا عن غلاء مادة المازوت وإغلاق المعابر مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والتي منعت إرسال بضائعنا إلى مناطقهم.
يذكر بأن الحدود السورية التركية تشهد بشكل يومي دخول عشرات الشباب والعوائل بقصد العمل بطرق التهريب، حيث يصل سعر تهريب الشخص الواحد إلى 500 دولار أمريكي.