تشهد مدينة الباب شرقي حلب تصعيداً عسكرياً ملحوظاً بعد تجدد القصف الصاروخي من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالتنسيق مع قوات النظام السوري، حيث استهدف القصف مناطق سكنية ومواقع قريبة من مخيمات المدنيين. وتسبب هذا القصف، الذي وقع مساء يوم الخميس وصباح الجمعة، في إصابة عدد من المدنيين.
أفاد الدفاع المدني السوري أن القصف الصاروخي الذي انطلق من مناطق تسيطر عليها "قسد" وقوات النظام أصاب أطراف مدينة الباب وقرب خيام للمدنيين، وأكدت الفرق الميدانية عدم وقوع إصابات في هذا الاستهداف. بالمقابل، قام "الجيش الوطني السوري" بالردّ عبر قصف مواقع تابعة لـ"قسد" شمال وشرق حلب بالصواريخ وقذائف الهاون، في محاولة للرد على الهجمات المتكررة.
يتزامن هذا التصعيد مع التوترات المتصاعدة بين "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا و"قسد" المدعومة من قوات النظام السوري، خاصة في ضوء هجومٍ وقع مؤخراً على منشأة "توساش" التركية للصناعات الجوية في أنقرة، والذي أعلنت تركيا أن منفذيه مرتبطون بحزب العمال الكردستاني (PKK)، الحليف الأساسي لـ"قسد".
توقعات بأن يكون أحد دوافع التصعيد هو إعلان "الحكومة السورية المؤقتة" فتح معبر "أبو الزندين" الفاصل بين مناطق المعارضة ومناطق النظام. ويبدو أن الخطوة أضرت بمصالح "قسد" الاقتصادية، حيث يقلص فتح المعبر من الحاجة إلى معبر "عون الدادات"، الذي يشكل مصدر دخل هاماً لها.
تشير المصادر إلى أن قصف "قسد" الأخير قد يحمل رسالة تهديد للجيش الوطني وتركيا، في ظل الخسائر المحتملة لـ"قسد" من جراء فتح معبر "أبو الزندين". تأتي هذه التطورات وسط معاناة مستمرة للنازحين السوريين من لبنان الذين اضطروا للمبيت في العراء لعدة أيام بسبب إغلاق معبر "عون الدادات" وتقييد حركة العبور.
هذه الأحداث تعكس تصاعداً في التوترات على خطوط التماس شمال وشرق حلب، وتلقي الضوء على مدى تعقيد المشهد الأمني في المنطقة، خاصة مع تداخل المصالح الاقتصادية والسياسية بين الأطراف المتصارعة.