بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
نشرت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، تقريرا تنتقد فيه الحكومة التركية، في تعاملها مع اللاجئين السوريين، تحت عنوان؛ "بما يتناقض مع مزاعمه باحتضانهم ومساعدتهم.. النظام التركي يواصل التضييق على المهجرين السوريين".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتناول فيها إعلام النظام الرسمي والرديف، ملف "اللاجئين"، في أقل من عشرة أيام.
ولفتت بلدي نيوز، في تقريرٍ سابق لها إلى ما سيشهده ملف اللاجئين من تطورات والانتقال إلى دولٍ أخرى، تحت عنوان؛ "النظام يرفع صوته للمطالبة بحقوق اللاجئين في دول الجوار.. لماذا؟".
سيناريو النداء
وعمد النظام فيما يبدو على كتابة سيناريو "النداء للاجئين"، بداية من اتهام الجار اللبناني بالتضييق على العمال والنازحين، على سبيل التضليل لا المطالبة بحقوقهم، ولما لهذا الملف من حضور في الإعلام والسياسة اللبنانية ﻻسيما أنّ ممارسات حكومة "عون-نصرالله" بحق اللاجئين السوريين، خرجت عن الإطار الإنساني، وعلى عينك يا تاجر.
واعتبر الناشط الحقوقي، زياد غنوم، أنّ؛ "البداية من لبنان قبل الانتقال إلى تركيا، حبكة مخابراتية، فلبنان تماهت سياسياً مع النظام في هذا الملف، وبالتالي؛ توجيه الأنظار باتجاه حكومة أنقرة سيرتد بالفشل".
وأردف؛ "حكومة أنقرة إن سلمنا لها بالتجاوزات، فهي على نقيض ما فعلته الحكومة اللبنانية مع السوريين".
ويعلل نشطاء ارتفاع تلك النبرة لدى النظام بحقوق اللاجئين بأنها؛ مقدمة للمطالبة بعودة الشباب إلى ما يسمى بـ"حضن اﻷسد"، ويعلق بعضهم؛ "لعبة مكشوفة".
والملفت في هذا النداء الموجه، على سبيل الدعوة لـ"حضن الأسد" إغفال الإعلام الموالي سبب لجوء الناس (شيبا وشبابا)، وربما تعرضهم للغرق والموت، وتوجيه الخطاب بنبرة المشفق على "حقوق مواطنيه".
تشفي
والمتتبع لتقرير "الوطن" حول رشق الحكومة التركية بالتهم، يكتشف سريعا، محاولة الزج ببعض الرسائل السياسية التي لا تخلو من "التشفي"، فقد بدأت بمقدمة أزاحت اللثام عن الغاية؛ "بعد خسارته لانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول التي وجهت له صفعة مدوية، واصل نظام رجب طيب أردوغان التضييق على المهجرين السوريين في تركيا، بما يتناقض مع مزاعمه بأنه يحتضنهم ويعمل على مساعدتهم، وأنه لن يتخلى عنهم".
ويبدو واضحاً أنّ المنابر الإعلامية الموالية لا تفقه أبجد هوز الديمقراطية، التي تعتبر تحريكا وتغييرا للوجوه والسياسات، التي ﻻ تتناسب وتطلعات الشارع؛ وهذا أيضا يؤكد التناقض في الخطاب الإعلامي الذي يتبناه النظام، فتارة يصف أردوغان بالديكتاتور، واليوم يسخر من خسارته في بعض البلديات، ما يؤكد غياب الوعي بالمفهوم الانتخابي، حسب الصحفي المعارض، غياث كنعان.
نقطة إدانة
والمتتبع لتقرير الوطن، يجده مرافعة قضائية ضد الحكومة التركية، وممارساتها التي يفترض إخراجها بمظهر المنتهك لكرامة اللاجئين!
وأورد تقرير "الوطن" ما يمكن اعتباره "إدانة" للحكومة التركية، وفق تصور المحرر؛ ليعطيها "صك البراءة"، فقد نقل عن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو قوله؛ "تركيا لن تتخلى عن مفهوم الأنصار والمهاجرين في تعاملها مع اللاجئين من السوريين وغير السوريين، لكنها بحاجة لتنظيم ملف الهجرة النظامية ومواجهة الهجرة غير النظامية، حتى تستمر باستقبالهم".
وذكر صويلو، أن "تنظيم ملف الهجرة يعني تطبيق القوانين كاملة على السوريين تجاراً ومحالّ وأفراداً من جهة ضرورة حصولهم على التراخيص المناسبة وحملهم للأوراق الثبوتية وتصاريح العمل للعاملين، وعدم مخالفتهم نظام الإقامة أو الحماية المؤقتة أو العمل".
وأغفلت الصحيفة، أن تشير إلى ما يدين اﻷتراك في نقاط قانونية، يعتبر تطبيقها أمر منطقي، في دولة تحترم القانون، وفق الناشط الحقوقي، زياد غنوم.
وتشهد مناطق نفوذ النظام، سلسلة من الأزمات الاقتصادية التي تنفي ما يحاول إشاعته من التعافي، والمتابع لملف الإعلام الموالي يكتشف سريعا أنّ البلاد دخلت في عنق الزجاجة، والخروج بات مستحيلا، فماذا محاولة توريط الناس بالعودة إلى مستنقع موحل!