بلدي نيوز – (عمر الحسن)
افتتح معبر "جوسيه" الحدودي بين سوريا ولبنان، في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي، أمس الخميس، وذلك بعد خمس سنوات من إغلاقه.
وقال اللواء عباس ابراهيم، مدير الأمن العام في لبنان في كلمته خلال حفل الافتتاح الذي أقيم في بلدة القاع اللبنانية، إن العبور من لبنان إلى سوريا والعكس عبر معبر جوسيه سيبدأ اعتباراً من الجمعة، حسب وسائل إعلام لبنانية.
وأشار اللواء إبراهيم، إلى أن الهدف كان فتح المعبر، وإعادة التواصل بين بعلبك الهرمل (ذات الكثافة السكانية الشيعية) وحمص السورية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية وحزب الله.
وحضر الافتتاح من الجانب اللبناني اللواء عباس ابراهيم، في حين كان على الجانب السوري من المعبر وزير داخلية النظام، اللواء محمد الشعار، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
وحول مسألة "النأي بالنفس" التي تعلن بيروت اتباعها حيال المشاكل في دول الجوار ومنها سوريا، وفتح المعبر أكد مدير الأمن العام أن "النأي بالنفس موضوعٌ سياسيٌّ، أما التنسيق الأمني لم يتوقف بين البلدين، ولبنان جنى الكثير من الفوائد من هذا التنسيق، وكان لهذا التنسيق فوائد إيجابية".
من جهته، قال وزير داخلية النظام محمد الشعار، خلال زيارة قام بها إلى الجانب السوري من بلدة جوسية، إن "المعبر سيبدأ العمل به غداً"، مشيراً إلى أن "العلاقات اللبنانية-السورية أكبر من الجغرافيا، وكل ما يخدم العلاقة الطبيعية مع لبنان سنسهله".
ويقع المعبر قرب بلدة القاع اللبنانية في البقاع الشمالي ويعتبر صلة الوصل بين لبنان وسوريا.
الهلال الشيعي
وبافتتاح المعبر بات الطريق البري سالكا من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان.
وقالت صحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة إن الطريق المذكورة تم تدشينها على خطين، هما: طريق قصر شيرين الإيرانية ــ ديالى ــ البعاج العراقية وصولاً إلى دير الزور السورية، ثم الطريق السورية البرية مع شرقي لبنان لناحية منطقة الهرمل ــ القاع عبر معبر جوسيه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حكوميين عراقيين في بغداد وعسكريين في الجيش موجودين في قرى البعاج غرب الموصل على الحدود مع سوريا قولهم: إن عناصر إيرانية من الحرس الثوري وأفراداً من ميليشيات الحشد الشعبي عبَروا قبل أيام بعربات رباعية الدفع وشاحنات مدنيّة كبيرة إلى الأراضي السورية نحو دير الزور، وتحديداً عبر نقطة تل البادي الحدودية بين البلدين، والتي تخضع لسيطرة ميليشيات مسلحة تابعة للحشد الشعبي منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد الحملة التي أطلقتها بغداد لاسترداد السيطرة على المناطق المتنازَع عليها مع أربيل، وهو ما يمكن اعتباره تدشيناً رسمياً لطريق طهران دمشق عبر العراق.
وقال مسؤول عراقي رفيع في بغداد إن قافلةً مؤلفةً من نحو 20 شاحنة كبيرة وسيارات من طراز تويوتا مدنيّة رباعية الدفع لا تحمل لوحات تسجيل وبعضها مغطاة بالطين، دخلت سوريا عبر العراق ومرّت عبر حواجز تفتيش ونقاط مراقبة لفصائل في ميليشيات الحشد والجيش العراقي، وأوضح أنّ "القافلة لا تتبع الجيش ولا الحشد الشعبي ولا قوات حزب العمال الكردستاني الموجودة بكثرة في تلك المنطقة"، مضيفاً أنه "لدى الاستفسار، تبيّن أنّها تُقِل إيرانيين وعراقيين من ميليشيات تقاتل في الأراضي السورية لصالح النظام السوري".
وأكّد المسؤول أنه "من غير المعلوم ما إذا كانت هذه المرة الأولى التي تجري فيها عملية العبور لإيرانيين إلى سوريا عبر العراق، لكن ما تمّ التأكّد منه أن الحادث وقع ليلة الأحد الماضي ورئيس الوزراء بالتأكيد وصلته تفاصيل الموضوع".
وتابع: "أعتقد أنه بمثابة تفعيل لطريق طهران - دمشق عبر العراق وَفْقاً لما كان مخططاً له منذ عامين، فالطريق سالك، وكل البلدات التي يمرّ فيها إمّا مدمّرة ومهجورة أو يسيطر عليها الحشد الشعبي، حيث يبدأ عبر قصر شيرين الإيرانية الحدودية مع محافظة ديالى شرقي العراق، مروراً بجبال حمرين باتجاه نينوى عبر طريق تلعفر سنجار البعاج، ثمّ سوريا بمسافة لا تتجاوز ست ساعات بالسيارة".