بلدي نيوز – (كنان سلطان)
أعلنت هيئة الأركان الروسية، انتهاء العمليات العسكرية على ضفتي الفرات شرقي سوريا، وقالت إنه تم القضاء على تنظيم "الدولة" في المحافظات الشرقية من سوريا بشكل كامل.
وبحسب وكالة "سبوتينك" الروسية؛ فقد "أكد رئيس هيئة الأركان الروسية، (فاليري غيراسيموف)، "تحرير" سوريا بشكل كامل من تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن قوات العميد سهيل قضت على ما تبقى من مسلحين في دير الزور".
وذكرت الوكالة أن (غيراسيموف) قال في إحاطة أمام الملحقين العسكريين الأجانب "جميع مسلحي (داعش) على أراضي سوريا تم القضاء عليهم، والمنطقة تم تحريرها".
وأشارت إلى أن "وزير الدفاع الروسي، (سيرغي شويغو)، قدم تقريرا عن ذلك للقائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس فلاديمير بوتين".
ويعد هذا تطوراً لافتاً في سياق المشهد العام، حيث من المفترض أن تعلن أمريكا، التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، هزيمة التنظيم والقضاء عليه، خاصة وأنها هي من أعلنت وقادت التحالف عليه في سوريا والعراق.
دخول روسيا إلى الساحة مجددا، والإعلان عن هزيمة التنظيم، في المناطق التي يقود التحالف عملياته ضده، وتقديم كل أشكال الدعم لقوات سورية الديمقراطية، يكشف بوضوح تغير قواعد اللعبة مجددا، لجهة تقدم روسيا إلى الواجهة وتراجع أمريكا.
ويأتي هذا التطور مع إعلان قيادات "وحدات الحماية الكردية" قبل يومين، بحضور ممثل الجيش الروسي ونائب قائد حامية "حميميم"، من بلدة (الصالحية) في مدخل دير الزور، السيطرة على كامل الريف الشرقي لدير الزور، وإبداء جاهزيتها الكاملة للتنسيق مع الروس، من خلال غرفة عمليات مشتركة، وتعهدها بحماية القوات الروسية في الساحل الشرقي لنهر الفرات، يقابل ذلك إعلان روسيا تنفيذ قرابة 1500 طلعة جوية، تمهيدا لتقدم "قسد" شرقي نهر الفرات.
مرة أخرى تكشف التصريحات الروسية، عدم التنسيق، وعلى أكثر من مستوى، بينها وبين الأمريكان، ومن يمثلان على الأرض، الأمر الذي أنكرته قوات سورية الديمقراطية، التي وضعت نفسها موضع الرافض والمحارب لقوات النظام، ومن بين ما تسعى روسيا إليه، هو فرض رؤيتها للحل في سوريا، في إطار الإبقاء على النظام المقارع للإرهاب، الحامي لمصالحها، وهذا ما يؤكده (بوتين) من خلال التصريح بضرورة تقوية مناطق تخفيف التوتر، قبل الشروع بالانتقال السياسي في سوريا.
سياسياً أيضا؛ يسعى (بوتين) من خلال التسريع في فرض الحل الروسي، بعدة إجراءات استباقية، يدخل في إطارها الإعلان عن القضاء على التنظيم، ويهدف لحرف المسار باتجاه الرؤية الروسية، وإكسابها شرعية أمام كل المقررات الدولية، التي تمخضت عن لقاءات جنيف المتعاقبة ورؤيتها للحل السوري.
وتعرض روسيا على الولايات المتحدة والتحالف، المشاركة في الحرب على الإرهاب، المتمثل بتنظيم "الدولة" والقضاء عليه، وتحمله المسؤولية عن سيطرته على مساحات واسعة من سوريا قبل القضاء عليه، ولعل كل هذه التطورات تتزامن مع نية (بوتين) نفسه، إعادة تقديم نفسه كمرشح رئاسي لولاية ثانية في الانتخابات الروسية المقبلة.
ولا يمكن الفصل بين كل هذه التطورات على الأرض، ومحاولة روسيا وأمريكا، عزل تركيا عن التأثير في مجريات الأمور في سوريا، وفرض رؤية الجانبين، فما دلالة ظهور الروس كحليف لقوات سورية الديمقراطية؟، والتي أعلنت تركيا مرارا نيتها بالقضاء على الخطر الذي تمثله على أمنها القومي من الجهة الجنوبية لحدودها، بوصفها الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني، المصنف على لوائح الإرهاب، وتغض الطرف عن التوسع الإيراني شرقي البلاد وغربها وجنوبها.