بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
كشف ثلاثة مسؤولين عسكريين أمريكيين، عن قيام الجيش الأمريكي بنقل نظام الراجمات الصاروخية المتطورة السريعة الحركة "هيمارس" من الأردن إلى داخل الأراضي السورية للمرة الأولى منذ بدء العمليات الأمنية الأمريكية في سوريا، ونشرها في منطقة التنف على الحدود مع العراق، بالتزامن مع وصول ميليشيات إيران إلى الحدود السورية العراقية.
وتسعى إيران للوصول إلى معبر "التنف" الذي تتمركز فيها قاعدة أمريكية وبريطانية، ذلك المعبر الذي يقع على مقربة من الطريق السريع الرابط بين بغداد وبين دمشق، وذلك من خلال التقدم عن طريق البادية السورية وكذلك عن طريق التقدم بالجانب العراقي والوصول إلى الحدود السورية.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية، نهاية شهر أيار/مايو صورا لـ"سليماني" أثناء تواجده في الأراضي العراقية برفقة عدد من عناصر الحشد الشعبي، وذكر موقع "شهداء إيران"، أن "اللواء سليماني يتواجد على الحدود العراقية السورية بعد تقدم الحشد الشعبي وسيطرته على القرى القريبة من حدود سوريا".
وقد توعد الناطق الرسمي باسم ميليشيا "حركة النجباء" هاشم الموسوي بضرب المصالح الأمريكية أينما وجدت فيما لو فكرت واشنطن بضرب مواقع الميليشيات الإيرانية أو قواعدها على حدود التنف.
تصريحات "الموسوي" أقرب للتحدي، وتهديد لواشنطن التي تعتبر الدولة العظمى عالمياً، حيث قال "سنستهدف المصالح الأمريكية أينما وجدت، لو قامت القوات الأمريكية بارتكاب حماقة ضد الميليشيا في منطقة التنف السورية".
ولفتت المصادر العسكرية الأمريكية إلى أنها المرة الأولى التي يدخل فيها النظام المنقول على متن شاحنات ضخمة إلى الأراضي السورية مباشرة، ولكنها ليست المرة الأولى التي يُستخدم في سوريا، إذ سبق لواشنطن أن لجأت إليه في شمال البلاد دعما لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في عملياتها ضد تنظيم "الدولة"، كما استخدم الجيش الأمريكي مدافع من نوع "أم 777" لدعم القوات نفسها، حسب موقع "سي أن أن".
ويوفر نظام "هيمارس" القادر على إطلاق الصواريخ حتى مسافة 300 كيلومتر دفعا قويا للجهود العسكرية الأمريكية في تلك المنطقة التي تركزت الأنظار عليها مؤخرا، بعد سلسلة من الضربات الجوية التي نفذها طيران التحالف ضد قوات موالية للنظام السوري تنشط بالقرب منها.
وسبق للقوات الأمريكية أن استخدمت الصواريخ التي يطلقها النظام لضرب أهداف تابعة لتنظيم "الدولة"، من قواعد أمريكية موجودة على الحدود السورية في الأردن وتركيا، كما استُعملت الصواريخ نفسها ضد معاقل تنظيم "الدولة" في العراق.
وشهدت منطقة التنف مواجهة جوية الأسبوع الماضي، إذ أعلن الجيش الأمريكي أن إحدى مقاتلاته أسقطت طائرة بدون طيار إيرانية الصنع كانت تٌستخدم لدعم قوات موالية للنظام الأسد.
وقال العقيد راين ديلون، الناطق باسم التحالف الدولي لمحاربة "الدولة"، إن الجيش الأمريكي عزز وجوده في منطقة التنف ردا على تعزيزات من موالين للنظام السوري.
وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا لـ"سي أن أن"، في وقت سابق إن قوات موالية للنظام ولإيران تحاول تعزيز وجودها في المنطقة وخلق ما أطلقوا عليه اسم "الحزام الاستراتيجي" الذي يمكنه أن يربط إيران برا بالبحر الأبيض المتوسط.