بلدي نيوز - الرقة (خاص)
قالت مصادر إعلامية، أن طيران التحالف الدولي، شن غارات "غير متعمدة"، منذ يومين، قرب مدينة الطبقة على مواقع لواء "صقور الرقة" التابع لميليشيات الدفاع الوطني المساندة لقوات النظام، ما أدى إلى مصرع ما يزيد عن 15 عنصراً.
وأضافت المصادر، أن الميليشيات الكردية، فرضت حداداً على قتلى لواء "صقور الرقة" في مناطق سيطرتها بريف الرقة الشمالي، لتعلن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، مساء أمس الخميس، بياناً قالت فيه أن طائرات التحالف الدولي، شنت غارات جوية، الثلاثاء الماضي، على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" قرب مدينة الطبقة، عن طريق الخطأ، سقط فيها 18 عنصراً.
مصادر خاصة لبلدي نيوز أوضحت، أن أحد قياديي ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أوعز لطائرات التحالف الدولي بضرب مواقع لواء "صقور الرقة" بسبب خلاف حاد بين اللواء وقياديي "قسد".
لواء "صقور الرقة" وإن كان منخرطاً في صفوف قوات "قسد" شكلياً، إلا أن ولاءه المطلق لنظام الأسد، حيث دأبت ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، طيلة الأشهر الماضية، على حماية صقور الرقة والدفاع عنه، من لواء "ثوار الرقة" الذي يناصبه العداء.
يقول الناشط "أيهم الأحمد" لبلدي نيوز "إن الضربات الأمريكية لمواقع لواء صقور الرقة، لم تكن بشكل اعتباطي أو عن طريق الخطأ كما أعلن البنتاغون، لأن مواقع الصقور في قرية جعبر، ليست مكاناً تجري فيه اشتباكات مع عناصر التنظيم، بل إن الضربات جاءت بشكل متعمد وبتنسيق بين طائرات التحالف وقسد، التي زودتهم بالإحداثيات".
ولدى سؤاله ما الذي دفع "قسد" على التنصل من الحادثة، وإعلان الحداد على قتلى اللواء مادامت تريد التخلص منهم، يقول الأحمد "إن في هذه الضربة رسالتين، إحداهما من الولايات المتحدة لنظام الأسد، بأنها ستقطع أي ذراع له في مناطق نفوذها الجديدة، ورسالة أخرى من الوحدات الكردية إلى النظام، بأن لا علاقة لها بالموضوع، خوفاً على المصالح المشتركة بين الطرفين".
وأردف الأحمد "فمناطق سيطرة النظام غرب سوريا بحاجة إلى القطن والقمح والنفط المُنتج في الحسكة والقامشلي، في حين يحتاج الأكراد إلى تصدير المواد الخام لديهم واستيراد السلع المصنعة، كما أن النظام هو الذي يسهل الحركة التجارية ونقل البضائع والمشتقات النفطية بين عفرين بريف حلب والحسكة، وبفضل هذا الرابط البري، أصبحت الوحدات أقل اعتماداً على حكومة إقليم كردستان العراق، التي لا تتفق معها كثيراً".
وأضاف "إن العلاقة بين الوحدات الكردية ونظام الأسد، علاقة نفعية متبادلة، ومن الصعب على أحدهما التخلي عن الآخر، فتسهيل التبادل التجاري بين مناطق الطرفين، يساعد نظام الأسد على الصعيد السياسي أيضاً، إذ يبقي الأكراد في الشمال تحت سيطرته الاقتصادية، في حين يجلب الفائدة أيضاً لشركائه الرئيسيين وأفراد عائلته، ومنهم رامي مخلوف صاحب شركة "فلاي داماس" للطيران والتي تستفيد الوحدات الكردية منها في كثيراً في القامشلي".