بلدي نيوز
أثار قرار إعادة تشكل مجلس ديرالزور العسكري، الكثير من التساؤلات حول التوقيت وتفسير هذه الخطوة بعد مضي أكثر من عام على حل المجلس السابق ضمن أحداث وخلافات تمخض عنها نقطة تحول وصراع دامي بريف ديرالزور شرقي سوريا.
وجاءت التساؤلات والتحليلات عقب إعلان قيادة "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، عن تعيين المدعو "عايد تركي الخبيل" الملقب أبو علي فولاذ قائداً لمجلس ديرالزور العسكري.
ويعرف أن "فولاذ"، هو ابن عم "أحمد الخبيل"، المعروف بلقب "أبو خولة"، القائد السابق للمجلس العسكري والذي تمت الإطاحة به وعزله من قبل قسد في تموز 2023, وقامت باعتقاله بعد عملية أمنية، تبعها اشتباكات بين أعضاء المجلس وقوات "قسد".
واعتبر ناشطون في المنطقة الشرقية أن إعادة تشكيل مجلس ديرالزور العسكري، وتعيين "عايد تركي الخبيل"، أتت بعد ضغط من قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على قيادة قسد لإعادة تفعيل المجلس شرقي سوريا.
وذكرت مصادر إعلامية في المنطقة الشرقية أن "إعادة هيكلة" مجلس ديرالزور العسكري، سيكون شكلياً مع ابقاءه تحت سلطة وسيطرة الكوادر الكردية بشكل تام، مع وضع واجهات مقربة منها من المكون العربي.
وأفادت المصادر أن "قسد" تعمدت اختيار أبو علي فولاذ لمنصب قيادة المجلس نظراً إلى أنه شخصٌ أُمي لا يعرف القراءة والكتابة، ولا يمتلك أي كفاءات إدارية تخوله لتسيير أعمال هذا المنصب.
وقامت ايضا على ضوء ذلك بتعيين مساعدين اثنين أكراد من كوادر حزب العمال لأبو علي فولاذ وهما ”بيرتان قامشلو وسليم ديريك” لضمان السيطرة التامة على المجلس.
وأشارت إلى أن قرارات قسد جاءت تنفيذاً لمطالب وضغوطات من فبل التحالف الدولي الذي فرض على قسد إعادة هيكلة مجلس ديرالزور العسكري، حيث عمدت قسد إلى إقصاء الكفاءات المحلية.
في حين تم تصدير وجوه غير مؤهلة لإدارة المنطقة، مُخالفة بذلك وعودها السابقة للأهالي التي قطعتها من خلال أشخاص موالين لها وذوي خلفية عشائرية في ريف ديرالزور.
وفي العام 2023 تداولت صفحات محلية معنية بأخبار المنطقة الشرقية تسجيلا صوتيا "أبو علي فولاذ"، يطلب من جميع القوات الاستنفار نتيجة تهديدات "داخلية وخارجية" على حد وصفه، وذلك بعد اجتماعه مع "أبو خولة".
وكان ظهر "فولاذ" ضمن مقابلات إعلامية مع عدد من القادة العسكريين في مجلس ديرالزور العسكري، بثتها "قسد" لترويج عمليتها التي أطلقت عليها مسمى "تعزيز الأمن" في آب 2023، علما بأن هؤلاء القادة كانوا معتقلين لدى "قسد" ضمن عملية الإطاحة بالخبيل.
واعتبر ناشطون وقتذاك أن "قسد" انتزعت هذه التصريحات تحت التهديد، واستغرب الناشطون كيف تستشهد "قسد" بقادة المجلس المعتقلين لديها رغم أنها قالت عنهم فاسدين وكالت لهم تهم عديدة رفقة "أحمد الخبيل"، الملقب بـ"أبو خولة"، الذي لم يظهر حتى الآن منذ اعتقاله وثم قرار عزله دون معرفة مصيره.
الجدير بالذكر أن جميع القيادات الجديدة كانوا أعضاء في المجلس السابق الذي كان تحت إمرة "أبو خولة" الذي عزل من منصبه بسبب اتهامات بالتعاون مع قوات النظام وارتكاب جرائم، وتسببت تلك الأحداث باندلاع ثورة عشائرية في دير الزور ضد "قسد"، بقيادة الشيخ إبراهيم الهفل شيخ قبيلة العكيدات، قبل استغلال الميليشيات الإيرانية ودعم طرف على حساب الآخر.