مجلس "قسد" المدني.. أداة لسلخ الرقة عن الثورة السورية - It's Over 9000!

مجلس "قسد" المدني.. أداة لسلخ الرقة عن الثورة السورية

بلدي نيوز - الرقة (نجم الدين النجم)
أعلنت ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منذ بضعة أيام، عن تسليمها المناطق التي سيطرت عليها في الريف الشرقي لمدينة الرقة، إلى "مجلس الرقة المدني" الذي شكلته لإدارة المناطق "المحررة" من سيطرة تنظيم "الدولة".
وأطلق المجلس المدني الذي شكلته "قسد" بياناً على لسان الرئيسة المشتركة للمجس "ليلى مصطفى" قالت فيه "إنّنا في مجلس الرقة المدنيّ نشكر قوات سوريا الديمقراطيّة التي وفت وعدها بالتحرير. واليوم نشهد أنّ القسم الكبير من ريف الرقة قد تحرّر، وذلك بفضل تضحيات الشهداء والمقاومة البطوليّة لقوات سوريا الديمقراطيّة بكلّ فصائلها".
وأضافت "كما نشكرهم على المبادرة بتسليم المناطق المحرّرة إلى مجلس الرقة وريفها، ونحن بدورنا نرحّب بهذه الخطوة ونعلن لشعبنا بأنّ مجلس الرقة المدنيّ سوف يتحمّل شرف مسؤوليّة الإدارة وخدمة المواطنين بتوفير ما يلزم لهم من احتياجات"، مشيرة إلى أنّ "قوات الأمن الداخليّ ستتولى مسؤولية الأمن والاستقرار في المناطق المحرّرة، كما نتطلع إلى يوم تحرير المدينة وبذلك تكون كلّ المدينة في عهدة مجلسنا".
وتزامن إعلان "قسد" عن مجلسها الجديد، مع تصريحات "صالح مسلم" رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي " PYD" لوكالة رويترز قال فيها: "إن الأمر سيرجع لأهل الرقة لاتخاذ قرار بشأن مستقبلهم بمجرد تحرير المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية"، متوقعاً أن "الرقة ستنضم إلى فيدراليات شمال سوريا"، مؤكداً على أن هنالك "حاجة لأن تكون الرقة تحت سيطرة "أيادٍ صديقة" وإلا فإنها تشكل خطراً على كل سوريا وخاصة على شمال سوريا.
وأثار إعلان ميليشيا "قسد" عن هذا المجلس حفيظة أهالي الرقة، خصوصاً أن للمدينة مجلس محلي ثوري معارض لنظام الأسد، ويعمل تحت مظلة الحكومة السورية المؤقتة، ويحظى هذا المجلس بإجماع معظم الأهالي في المدينة وخارجها عليه وعلى أعضاءه الذين كانوا أصحاب سيرة ثورة ونضالية معروفة بين الناس، في حين أن الشخصيات العربية التي دعمت بها "قسد" مجلسها الجديد لا تحظى بأي قيمة على المستوى الاجتماعي والثقافي ولا تتمتع بأي صفة نضالية ضد نظام الأسد، بل أن بعضهم مشهورون بارتباطهم بشكل أو بآخر مع النظام، ما أدى إلى نمو المخاوف الشعبية في المدينة، من سرقة مدينتهم من "قسد" التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي، وصاحب العلاقات الوطيدة مع نظام الأسد.
حول هذا الموضوع، يقول "سعد فهد الشويش" رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة لبلدي نيوز: "ميليشيات قسد تنشىء هذه التشكيلات في منطقة تسيطر عليها، وهي مجرد ديكورات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا دور لها إطلاقا في إدارة المناطق، والقول الفصل للعسكريين والأمنيين التي تكلفهم قسد بإدارة هذه المناطق، وغالباً ما يتعاونون مع النظام في هذه المسألة".
وأشار الشويش إلى أن "قطع الديكور التي وضعتها قسد في مجلسها، من الشخصيات العربية، معظمها لها ارتباطات بالنظام السوري، فالرئيس المشترك هو بعثي أباً عن جد، ووالده عضو في مجلس الشعب، والآخرين يتوزعون بين شبيح أو عديمي السيرة على مستوى السياسة والعمل المدني".
وعند سؤاله حول الطريق لمجابهة خطر المجلس المشكل من قسد على المدينة في حال أصبحت تحت سيطرتها، يقول رئيس المجلس المحلي: "لن نسمح لأي أحد أن يشكل مجالس وهيئات على هواه، فنحن أهل الأرض وأصحابها، وأتمنى من الكتائب العربية الموجودة ضمن ميليشيات قسد، أن تقف إلى جانب الرقة وأهلها، وهذا ما يتمناه أهالي الرقة أيضاً".
من جهته، يقول الناشط "أيهم الأحمد" أن "تشكيل قسد لهذا الجسم المدني، جاء محاولة لاستثمار انحسار التشكيلات المدنية الثورية، في المدن المحررة، وضعف وجودها لمئات الأسباب"، مضيفاً "قسد تقدم نفسها كنموذج لا مثيل له، عند الولايات المتحدة الأمريكية، بينما لا أحد يدرك غايات وأطماع هذه الميليشيات، بسرقة الأرض وتغيير ديموغرافيتها، وبث الفتن بين المكونات في المنطقة، وخصوصاً بين العرب والكرد، الذين يعيشون بسلام في الرقة وأريافها منذ عشرات السنين".

 

مقالات ذات صلة

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

تقرير.. ارتفاع معدلات الفقر لنحو 91 بالمئة شمال غرب سوريا

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة

الحسكة.. "قسد" تعلن نهاية حملتها الأمنية في الهول

بدء اجتماعات مؤتمر أستانا 22 في كازاخستان

إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة قادمة من العراق إلى سوريا