بلدي نيوز- (عمر يوسف)
"أم الكل".. هكذا تبدو زوجة رأس النظام (أسماء الأسد)، أو كما سميت في فيلم دعائي وتسويقي رخيص، ضمن الحملة الإعلامية المحمومة التي يسعى فيها إعلام الأسد لاستخدام هذه المرأة كخرقة تنظيف لتلميع صورة زوجها القاتل، الذي ما فتئ يتحدث منذ أكثر من ست سنوات عن محاربة "الإرهاب" في سوريا، مكذباً كل الصور والتسجيلات التي توثق قتل طائراته وجنوده للمدنيين في المدن والبلدات السورية، ونافياً أي ثورة أو أي ظلم!.
(أسماء) والتي تعاني من عقدة نقص سببها لقب (السيدة الأولى) والذي أخذته معها حماتها (أنيسة) إلى القبر، تظهر في الفيلم المذكور وهي تستقبل أمهات "الشهداء" من جنود الأسد (كما يسوق الفيلم) في قصر فخم، لا يعرف مكانه بالضبط، حيث تقف عند الدرج لتقوم بالترحيب بهم ومعانقتهم عند وصولهم، وعلى طريقة زوجها في الفلسفة والحديث في المثاليات، تبدأ (السيدة الثانية وربما الثالثة) المتشحة بثوب أسود أنيق وحذاء لامع براق من أغلى الماركات، وشعر مصفف (مجمل تكلفة زينتها يتجاوز العدة آلاف من الدولارات أي أكثر من تعويض وفاة كتيبة من عناصر الأسد)، بالكلام عن ما سوّق على أنه "صمود" أهالي حلب أمام القذائف ومدافع جهنم، في إشارة إلى اتهام الثوار بتسببهم بمأساة حلب، وكأنه لم يكن هناك براميل متفجرة ولا قنابل ولا صواريخ فتكت بأهالي حلب، الذين تدعي الدفاع عنهم وتقديم "التحية لصمودهم".
في المقابل تبدو السيدات الحلبيات في "حضرة" أسماء الأسد بحالة هدوء وإصغاء تام إلى درس من دروس الأخلاق، وأهمية أن يقتل أبنائهم في سبيل "الوطن" وليس الأسد حتماً، كما تروج قنوات سفك الدم السوري!.
ورغم محاولة مخرج الفيديو جعل الحديث يبدو ودياً، كانت نظرات الخوف والحذر هي المسيطر على وجوه الأمهات اللاتي لا يعرفن متى وأين قتل أولادهن، أو "استشهد" كما يريد الفيلم ومخرجه أن يروجوا.
ولم تنس (أسماء) أن تقدم الموعظة والتأكيد على ضرورة تربية الجيل الجديد تربية صارمة، مع التأكيد على مفاهيم حب الوطن والدفاع عنه، بينما الحديث عن الحرية والعدالة لا يجد طريقاً ضمن كلماتها الرنانة.
ويبدو أن مخرج الفيلم عمد إلى تسويق فكرة دعم الأقليات وأن جميع الطوائف ملتفة حول الأسد، عبر إظهار سيدات مسلمات محجبات وأخريات مسيحيات، فقدن أولادهن في حلب للدفاع عن كرسي الأسد، لتظهر أسماء الأسد بمظهر "أم الجميع" في المجتمع السوري "المتنوع" الذي يقوده رئيس "علماني متنور ومنفتح".
"أم الكل" في النهاية لا تبدو إلا وصفة درامية سمجة من إعداد إعلام الأسد، فكيف تكون هذه السيدة التي تعتبر فقط القتلى المدافعين عن زوجها المعتوه "شهداء"، وتنكر الشهادة عن الأبرياء في حلب الشرقية "أما للكل".