هل يصبح (دي مستورا) عراباً للحل الروسي في جنيف4؟ - It's Over 9000!

هل يصبح (دي مستورا) عراباً للحل الروسي في جنيف4؟

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)  

"إن فشلت المحادثات هذه المرة فلن يكون هناك أي أمل لسوريا"، جاء هذا التحذير على لسان المبعوث الأممي "ستيفان دي ميستورا" خلال لقاء له في تلفزيون "ار تي اتس" السويسري. 

لم يكتف (دي ميستورا) بهذا التحذير فقد وصل به الأمر في تخطى واضح مهمته الخاصة بتحديد أجندة المفاوضات وفق بيان جنيف للحديث عن إمكانية تشكيله لوفد المعارضة السورية إلى جنيف بنفسه في حال فشل تشكيل وفد موحد إلى هذه المفاوضات التي ستنطلق رسميا في الـ23 من الشهر الجاري، وقد وصل الأمر لاعتبار المعارضة أن (دي ميستور) يمارس الضغط لإجراء تغييرات جوهرية في الوفد المفاوض تحت ضغط روسي.

فمفاوضات جنيف في جولتها الرابعة، وحسب المبعوث الأممي سيلتزم بالقرار رقم 2254 الذي استند إلى ثلاث نقاط رئيسية، وهي وضع أسس الحكم والاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. فهل يصبح (دي مستورا) عراباً للحل الروسي في  جنيف4؟ على هذا التساؤل يجيب مجموع من المختصين لـ"بلدي نيوز".

هل تغيب الحيادية؟

لا يستعبد الخبير القانوني السوري (حيدر هوري) أن يعمل (دي ميستورا) كعراب للحل الروسي في جنيف4، ويقول "رغم أنه لم يصرح بذلك لكن كل شيء محتمل".

يقول (هوري) "في روما قال أنه سيستند إلى القرار 2254 في جينيف 4، وصرح أنه بالابتعاد عن هذا القرار وعدم الخوض في ضرورة اﻻتفاق على دستور جديد سيكون بمثابة فتح لبوابات الجحيم حسب تعبيره، لكنه لم يأت على ذكر مشروع الدستور المطروح من قبل روسيا وإن طرح ذلك فإن ذلك يعد تدخلًا في شأن داخلي ووطني فالسوريون وحدهم المخولون بالبحث عن دستور يحكم مستقبلهم".

ويؤكد (هوري) لـ"بلدي نيوز" على أنه إذ كان دي ميستورا منحازًا للمشروع الروسي فهذا يعني غياب الحيادية لكونه مكلفًا بإيجاد حل للشأن السوري، ومن الضروري أن يتم التباحث حول هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، وعدم إغفال موضوع اﻷسد في تلك المباحثات، ويضيف "على المعارضة السياسية أن تلعب دوراً حقيقيًا لإقناع المؤثرين بإبعاد اﻷسد عن المشاركة في تلك الهيئة، والسعي قدر المستطاع في تسليط الضوء على ما ارتكب من قبله بموجب قرارات مباشر وغير مباشرة من جرائم بحق الإنسان والإنسانية في سوريا"، وتابع القول "إذ أنه من الصعب تحقق انتقال سياسي حقيقي بوجود مرتكبي جرائم حرب في تلك الهيئة أي هيئة الحكم الانتقالي".

يريد معارضة مدجنة

تصر المعارضة السورية على عدم وجود للأسد في المرحلة الانتقالية التي تحدث عنها دي ميستورا مرارًا وتكرارًا، ويأتي ذلك في وقت يرفض النظام مسألة تنحي الأسد مقترحًا  لـ"حكومة وحدة وطنية" تشرف على كتابة دستور وتمنح للأسد الحق في خوض الانتخابات كغيره.

يرى الكاتب والمحلل السياسي (علاء فاروق) على أن تزامن تحركات (دي ميستورا) مع ما يقوم به النظام السوري من ضرب للمدنيين واقتلاع مدن من جذورها يؤكد على أن تحركات المبعوث الأممي تلك ما هي إلا لإطالة حكم الأسد بأكبر قدر وإعطائه غطاءًا شرعيًا لاستكمال مذابحه بمشاركة الروس.

ويقول فاروق لـ"بلدي نيوز" أن "المبعوث الأممي الذي شاركت روسيا في الدفع به يحاول شرعنة الدستور الروسي المفروض قسرًا على السوريين بغطاء أممي، وتدخله في اختيار من يمثل المعارضة يصب في هذا الإطار كونه يريد معارضة مدجنة بعيدًا عن المقاومة الحقيقة حتى لا يحدث أي اعتراض لمصالح روسيا"، مضيفًا "هو يقود محادثات صورية لمشاركين غير فاعلين على أرض المعركة ومن ثم سيكون الفشل عنوانها كسابقتها".

مهمة فرض الدستور

ثمن مؤخرًا وزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) دور (دي ميستورا) في حل الأزمة السورية، وعلى وجه الخصوص، لجهده في محادثات أستانا التي قد يساهم في تسريع العملية السياسية السورية بجنيف حسب شويغو.

وفيما يتعلق بمفاوضات جنيف، فقد أكد (دي ميستورا) كما أسلفنا أنها ستركز على إجراء مفاوضات جوهرية حول 3 مسائل، هي تشكيل الحكومة الانتقالية ومسودة الدستور وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، وقال أيضًا  للصحافيين بعد لقاءات في روما "هذا هو جدول الأعمال ولن نغيره وإلا سنفتح أبواب الجحيم".

ورغم أن المختص في الشأن الروسي الأكاديمي السوري (محمود الحمزة) يستبعد أن يتصدى دي ميستورا لمهمة فرض الدستور الروسي على السوريين، إلا أنه  يستدرك القول "هذه أكبر منه بكثير، ولكنه قد يسعى لأن هدفه النجاح بتحقيق حل سياسي وإنهاء المشكلة لكي يسجل انتصار للأمم المتحدة".

وتابع القول لبلدي نيوز "هناك غير روسيا لاعبين آخرين مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي لها رأيها الذي لا نعرف حقيقته حتى الآن بعد انتخاب رئيس جديد لأمريكا وهو ترامب"، كما يستبعد الحمزة أن يطرح مصير الأسد في أي محفل دولي لمعارضة روسيا ذلك، معقبًا "أمريكا تستطيع طرح الموضوع واتخاذ قرار بمعزل عن الروس وعندها روسيا لا تستطيع أن تتدخل وإنما ستراقب الموقف ميدانيًا وحتى سياسيًا".

مقالات ذات صلة

الحكومة الإيطالية تقنع الاتحاد الأوربي بتعيين مبعوث له في سوريا

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

لافروف"اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي