بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
أكد تصريح لصحفي لبناني موالٍ لـ"حزب الله" وإيران، عمق الهوة وتصاعد الصراع الروسي الإيراني في سوريا.
فرداً على تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كتب حسين مرتضى، مراسل قناة "العالم" الإيرانية بسوريا، على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "لافروف: لولا روسيا لسقطت دمشق خلال أسبوعين. أقول: لولا الجيش السوري وحزب الله وصمود سورية لاحتلت أوكرانيا موسكو بأيام"!.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال إن نظام الأسد كان على وشك السقوط، عندما بدأت روسيا عمليتها في سوريا في سبتمبر/أيلول عام 2015.
وأضاف في مؤتمره الصحفي السنوي، وفق موقع روسيا اليوم، أن قرار بلاده كان صائبا، عندما استجابت لطلب نظام الأسد، ونوه إلى أنه كان يفصل النظام أسبوعان أو 3 أسابيع عن السقوط.
ردّ "حسين مرتضى" لا يعبر عن موقف شخصي، فلطالما كان مرتضى لسان حال الميلشيات الطائفية، ولعب دوراً حربياً بحتاً من خلال مقاطع مصورة تهدد المدنيين والمقاتلين بالتهجير من حلب، كما ظهر في المسجد الأموي بحلب "جامع زكريا" بعد احتلالها، في موقف ينال من قدسية الجامع ويتقصد "إهانة رمز ديني" مقدس.
ويبدو أن الدولتين الحليفتين لن تتمكنا من تجنب الصدام في الملف السوري، فمع كل تطور عسكري أو سياسي تزداد الشقة وتتسع الهوة بين الطرفين المنطلقين من أهداف متباينة تماما. الخلاف الميداني بدا أوضح ما يكون في حلب، إذ حرصت إيران على تسويق الأمر وكأنه نصر إيراني يحمل بصمة رجل طهران في المنطقة "قاسم سليماني"، إلا أن شرطة موسكو العسكرية قطعت أذرع إيران وفرضت سلطتها بالقوة على المنطقة.
أما سياسياً، فسعي إيران إلى موطئ قدم على المتوسط لم يهدأ، وهو ما يتعارض بالمطلق مع السيطرة المطلقة لروسيا هناك، وبينما تفرض روسيا سياسة أمر واقع باحتلال عسكري مقيم في الساحل السوري، استقدمت إيران اليوم رئيس وزراء الأسد ليوقع لها على استملاك ميناء وخمسة آلاف هكتار من الأراضي السورية.
وصار مؤكداً لدى كل المراقبين والمتابعين أن مؤتمر "أستانا" يعمق الخلاف بين الدولتين، إذ أن الفاعلية فيه لموسكو وأنقرة، بينما تحضر طهران كـ"ضرورة" لا تملك تحريف الاتفاق المخطط له، وبالتالي ستعمل على تقويضه، وهو ما بدأته في وادي بردى، للقضاء عسكرياً على اتفاق سياسي لم يُبرم بعد.
ومع كل يوم وكل تفصيل عسكري أو سياسي، تبتعد إيران أكثر فأكثر عن حلفائها وجيرانها، حتى باتت وكأنها عدو الجميع، هذا قبل يومين من تنصيب عدوها الألد "دونالد ترمب" على رأس الإدارة الأمريكية، حيث من المتوقع بقوة أن يزيد أعباء الدولة الطائفية ويربكها بمشاكل داخلية تنهي حلمها التوسعي في المنطقة.