بشار الأسد غير نادم ويتوقّع أن يبقى في السلطة لـ2021! - It's Over 9000!

بشار الأسد غير نادم ويتوقّع أن يبقى في السلطة لـ2021!

نيويورك تايمز – (ترجمة بلدي نيوز)
كانت البنادق صامتة على قمة جبل قاسيون، بينما تتلألأ الأضواء على منحدراتِه مشرفة على دمشق، عندما رحّب بشار الأسد بمجموعة من زائريه الغربيين في قصره الفرنسي-العثماني ليلة الاثنين، مقدّماً نفسه كرجل يسيطر بحزم على البلاد.
وكان يتسلح بالثقة والود في الوقت الذي استهلّ فيه كلمته مع مجموعة من الصحفيين البريطانيين والأمريكيين والمحللين السياسيين في غرفة الاستقبال المكسوة بألواح خشبية أنيقة، حيث ادعى بأن النسيج الاجتماعي لسوريا كان متماسكاً بشكل "أفضل بكثير من ذي قبل"!
فقد اندلعت حرب فوضوية في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، وتبدو عبارات الأسد منفصلة تماماً عن الواقع، كما لو لم يكن قد نزح نصف المواطنين من منازلهم وما يقرب من نصف مليون قد قُتلوا في القتال الدامي الذي رفض تحمل أي مسؤولية شخصية فيه، ملقياً باللوم بدلاً من ذلك على كل من الولايات المتحدة والمتشددين الإسلاميين.
لقد كانت كلماته غير منطقية بالنسبة لي بعد سنوات من الكتابة عن تلك الحرب المدمرة والمستعصية عن الحل، تلك الحرب التي حولت العديد من مراكز المدن السورية الكبرى إلى ركام، وقام النظام فيها بارتكاب جرائم حرب شنيعة، حيث حاصر مئات الآلاف من السوريين المتضوّرين من الجوع، في حين أن الأسد الآن آمن في قصره وذلك لأنه استعان بمصادر خارجية في حربه على شعبه، بدءاً من القوات الروسية، الإيرانية وحزب الله والمليشيات الطائفية العراقية والأفغانية والتي نمت بنفوذها لدرجة باتت تُشعر بعض مؤيديه بعدم الارتياح.
لقد كان الأمر كما لو كان الأسد في مهمة لإقناع الغربيين في ذلك اللقاء بأن حكوماتهم قد ارتكبت خطأ في دعم معارضيه، وأنه في أمان في موقعه الحالي في أعلى قمة هرم لنظامه، كما أعلن بأنه يعتزم البقاء كرئيس للبلاد على الأقل حتى تنتهي مدة ولايته الثالثة في عام 2021.
و كان الأسد محاطاً بدائرته الضيقة في تصلب شديد بموقفهم ضد القيام بأي تسوية مع معارضيهم المحليين أو الدوليين، في حين ذهب الأسد في لقائه بالقول بأن الولايات المتحدة كانت تساند بنشاط تنظيم الدولة وغيره من المسلحين المتطرفين، كما دعا بأن المزاعم بشأن ارتكاب جرائم حرب ضد مسؤولين في نظامه كانت "ذات دوافع سياسية أو ملفّقة أو كليهما".
إن الطائرات الحربية التابعة لنظام الأسد هي من قصفت المناطق السكنية بشكل عشوائي والتي تقع في مناطق الثوار، يومياً ولمدة سنوات عدة، و قواته هي من فرضت على المدنيين حصاراً خانقاً مؤدية لأشدّ المجاعات في هذا القرن، في حين أنها قامت بإنشاء مرافق احتجاز تحتجز الآلاف من الناس، بما في ذلك المتظاهرين السلميين، والمدونين والمدنيين الآخرين الذين اعتقلوا على ما يبدو بشكل عشوائي، والذين يقبعون هناك دون محاكمة، وغالباً تحت وطأة التعذيب الشديد.
وعندما تمّ سؤال الأسد عن تلك الأمور أجاب متنحنحاً: "دعونا نفترض بأن هذه الادّعاءات صحيحة وأنا هو الرئيس الذي يقتل شعبه، في حين أن العالم الحر والغرب يقومون بمساعدة الشعب السوري"، فمن يا ترى الذي يساندني بعد خمس سنوات ونصف؟ كيف يمكنني أن أكون رئيساً في حين أن شعبي لا يدعمني؟"، قبل أن يقهقه ويضيف، "إنها ليست قصة واقعية"!
دعونا لا نتحدث عن الدعم الهائل من الجحافل الأجنبية المقاتلة في صالحه، وحق النقض الروسي والقوات الروسية المقاتلة في صفه، لقد جاءت تصريحات الأسد تلك في مؤتمر انعقد في دمشق باستضافة نظامه لمدة يومين منظّم من قبل الجمعية السورية البريطانية، برئاسة والد زوجته -فواز الأخرس، والذي كان الهدف منه الترويج للنظام وروايته على المستوى الغربي.
لقد كنت من بين عدة عشرات من الصحفيين والمحللين الدوليين الذين حضروا ذلك المؤتمر باعتباره وسيلة للوصول إلى البلاد بعد أكثر من عامين من عدم تمكننا من الحصول على تأشيرة دخول، لم يكن هنالك ما يشير إلى أن السياسة التي فرضت على الصحفيين السفر مع مرافقين أمنيين من خلال حدود مدروسة لزيارة مناطق حصرية معينة قد تغيرت مطلقاً.
و كانت رسالة المسؤولين الحكوميين لنظام الأسد ومن ضمنهم الأسد بنفسه، بأنهم يعتقدون بأنهم يحققون انتصارات وبأنهم على استعداد للتعامل مع الغرب، ولكن وفقاً لشروطهم، إذ يقول وزير خارجية نظامه- وليد المعلم "إن الأمر يرجع إلى الغرب لإعادة التفكير بسياساته"، مضيفاً بأن نظامه سيرحّب بالتعاون مع الولايات المتحدة، على الرغم من أنه لا يتوقع حصول ذلك.
كذلك أضاف بأن نظامه سيحارب لهزيمة أيّ من الذين يرفضون العودة إلى حكم النظام، كما استبعد إمكانية أي اتفاق من شأنه أن يحتفظ بسيطرة المعارضة المحلية على شرق حلب، قائلاً بأن ذلك سيكون "مكافأة لأولئك القتلة"، كما قال الأسد خلال لقائنا به بأنه "لا يزال لدينا حوار حتى هذه اللحظة من خلال قنوات مختلفة، حتى مع الولايات المتحدة".

إن تلك التصريحات الواثقة تأتي وسط صورة أكثر تعقيداً من ذلك بكثير: فعلى الرغم من الدعم الجوي الروسي وعشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية من العراق وحزب الله وإيران وأفغانستان، ودفع قوات نظامه لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في مدينة حلب، فإنها تواجه هجمات مضادة ومقاومة وتصدّي شرس لحملته البربرية.
كما أن قيمة الليرة السورية باتت تساوي واحداً على عشرة من قيمتها ما قبل الحرب مقابل الدولار، و بات الاقتصاد السوري في أتعس حالاته لعقود طويلة، وبات الملايين من الأطفال السوريين غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة.
لقد ادعى الأسد خلال لقائه عدم وجود سجناء سياسيين في سجونه، بل امتعضَ عندما سُئل عن الأشخاص الذين اعتقلوا لمشاركتهم في احتجاجات أو كتابة ضد نظامه، قائلاً: "إذا ما كنت توفر الدعم للإرهابيين، فإنك لست سجيناً سياسياً على الإطلاق، بل إنك داعم للقتلة".
و قال بأنه يملك السلطة فقط للإفراج عن أولئك الذين حوكموا وحكم عليهم بالسجن لا غير! ورداً على سؤال حول معتقلين معينين لم نسمع شيئاً عنهم لسنوات، طالب الأسد ببرهان، قائلاً "هل لدى عائلاتهم أي وثائق؟ هل رأوهم في السجن بأم أعينهم؟"
كذلك رفض كون حكومته قامت بتدريب وتسريب مقاتلين جهاديين إلى العراق خلال فترة الاحتلال الأمريكي، بينما انتقد التدخل الغربي في بلاده وحكمه قائلاً: "إذا ما كانت الحكومة جيدة أو سيئة، إنها ليست مهمتكم لتغييرها".
-آن بارنارد: صحفية أمريكية تعمل لصحيفة نيويورك تايمز في منصب رئيسة مكتب بيروت، أفادت لموسكو تايمز، ومن ثم عملت في Philadelphia Inquirer، وبوسطن غلوب كرئيسة مكتب بغداد ومديرة مكتب الشرق الأوسط في الفترة من 2003 حتى عام 2007.

مقالات ذات صلة

تصريح تركي بشأن عملية "ردع العدوان"

زاخاروفا"موسكو تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها"

آخر تحديث.. "ردع العدوان" على بوابة حلب أهم المواقع التي سيطرت عليها

آخر التطورات.. المناطق التي سيطرت "ردع العدوان" في يومها الثالث

تجاوزت المئتين.. وسائل إعلام موالية تنشر اسماء قتلى النظام في "ردع العدوان"

نحو 20 قتيلا وعشرات الجرحى بقصف النظام وروسيا على شمال غرب سوريا