الغارديان – (ترجمة بلدي نيوز)
تحت هذا العنوان، كتبت صحيفة الغارديان البريطانية متحدثة عن ترشيح عدد قياسي من الأشخاص والمنظمات لجائزة نوبل للسلام لعام 2016، والتي سيتم الإعلان عنها يوم الجمعة، إذ ذكرت الصحيفة أن هنالك 376 مرشحاً - 228 فرداً و 148 منظمة - يتنافسون على جائزة نوبل للسلام في هذا العام.
و اختيار الفائزين بجائزة نوبل لطالما كان أمراً محاطاً بالسرية، إذ لا تصدر أسماء المرشحين الأقوى للفوز بالجائزة، مما يجعل من التنبؤ أمراً صعباً، ولكن كُتّاب الغارديان قاموا بالتنبؤ بقائمتهم الخاصة، لأولئك المرشحين الذين يعتقدون بأن لديهم فرصة أكبر للفوز بجائزة السلام العالمية.
و احتلت منظمة "الخوذ البيضاء" -متطوعو الدفاع المدني السوري، صدارة تلك القائمة حيث كتبت عنها صحيفة الغارديان بأنها من أقوى المرشحين لنيل مثل هذه الجائزة الإنسانية، إذ جاء في تقريرها:
-الخوذة البيضاء السورية: خلال السنوات الخمس الماضية من الحرب في سوريا، قامت الخوذ البيضاء وهم مجموعة الإنقاذ السوريين المتطوعين، بالركض نحو الأماكن التي ضربتها القنابل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لإنقاذ عشرات الآلاف- وحسب بعض التقديرات فقد أنقذت منظمة الخوذة البيضاء أكثر من 60،000 مدنيّ - من تحت أنقاض ساحات القتال.
ولم يكن هنالك مكان أكثر خطورة في العالم من المكان الذي عملت فيه المنظمة، والتي كان أفرادها أول المستجيبين، لقد فقد الفريق قرابة 160 من متطوعيه، معظمهم قامت الطائرات باستهدافهم بعد أن عادت لاستهداف المباني التي سبق أن قصفتها بالفعل.
ولطالما كان هؤلاء المنقذين هم أول الواصلين في أعقاب أي هجوم جوي، حيث يقومون بانتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض محتضنين الأطفال المذعورين، ومقدمين المساعدة للجرحى، مرتدين خوذهم البيضاء المميزة والتي منحت المنظمة اسمها، و كان شعار المنظمة خلال الصراع السوري المدمّر "إنقاذ حياة إنسان واحد، هو إنقاذ للبشرية جمعاء".
لقد كان متطوعو المنظمة من إحدى العلامات القليلة على الأمل في الحرب اليائسة والمدمرة والتي تظهر خلافاً لذلك قسوتها وعدم رحمتها، وقد أشيد بالمنظمة في مناطق الثوار في سوريا وفي أوروبا كنموذج للتعاون المجتمعي والتعايش والنجاح، بينما حاولت الهجمات الروسية والسورية على المراكز الطبية الحيلولة دون العناية بالمحتضرين، في حين تحدّت الخوذ البيضاء ذلك الأمر مانحين المساعدة والرعاية المنقذة للأرواح حيث لم يستطع أحد آخر تقديم المساعدة.
وقد جعل كل منهم عمله هدفاً عسكرياً تكافئ عليه قوات النظام، التي تهاجم سيارات الإسعاف بانتظام بمجرد وصولها إلى مكان الغارات، بينما لم يكن ذلك التهديد القاتل رادعاً لمتطوّعي المنظمة، بل كان بدلاً من ذلك حافزاً لكثيرين من أعضاء الخوذ البيضاء لمواصلة تقديم المساعدة.
كما كانت القائمة تضم أيضاً على التسلسل: كلّاً من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وذلك لسياستها في فتحها أبواب اللجوء الإنساني لمئات الآلاف من اللاجئين الهاربين من أهوال الحرب، وكذلك البابا فرانسيس لمواقفه القوية في قضايا مثل اللاجئين والفقر وتغير المناخ، والذي ناشد مراراً السياسيين والمواطنين لتقديم الترحيب السخيّ باللاجئين، البابا فرانسيس والذي قام في أبريل المنصرم بزيارة الجزيرة اليونانية ليسبوس ليقول لأولئك اللاجئين الذين وصلوا براً وبحراً مجتازين الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى بر الأمان: "أنا هنا لأقول لكم، بأنكم لستم وحدكم" حيث أكّد رسالته من خلال تقديم الملاذ ل12 لاجئاً في الفاتيكان نفسها، وكذلك كان سكان الجزر اليونانية أيضاً مرشحين لتلك الجائزة من قبل الصحيفة، وذلك لتواجدهم على خط المواجهة أمام أكبر حركة بشرية في العصر الحديث، إذ أن سكان ليسبوس - تم ترشيحهم لفتح بيوتهم للّاجئين السوريين على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يمرون بها باقتصاد شبه منهار في اليونان، إذ أن ما رأيناه من سكان تلك الجزر كان إنسانية كبرى، وذلك دون وجود أي أوامر أو قوانين أو ترتيبات تجبرهم على فعل ذلك، حيث قاموا باحترام التقاليد والعادات الانسانية والتصرف بها من خلال حسن الضيافة المطلقة والتضامن والمساعدة، إن ما فعلوه يدل على الخير الإنساني في أجمل وأبسط طريقة.
كذلك تم ترشيح خوان مانويل سانتوس وتيماشينكو- زعيم جماعة الثوار -رودريجو لوندونو، لتوقيعهم على اتفاق سلام في الشهر الماضي منهياً فيه 52 عاماً من الحرب، حيث حاولت كل حكومة منذ ثمانينيات القرن المنصرم العمل على إنهاء الحرب مع الثوار بقيادة تيماشينكو، والذي انتفض ضد الدولة الكولومبية في عام 1964، حيث كان الاتّفاق أخيراً بين سانتوس، الذي ترأس البلاد منذ عام 2010، وراهن أن يكون إرثه السياسي يتجلى بالتفاوض لإنهاء الصراع الداخلي في البلاد، ووندونو الذي تولى منصب زعيم الممعارضة في عام 2011.
قائمة ترشيحات الغارديان وضعت لمن تعتقد بأنهم قد يفوزوا بجائزة نوبل للسلام، وذلك على الرغم من الغموض الذي يلفّ أسماء المرشحين وفرص فوزهم، جائزة نوبل للسلام لعام 2016 والتي سيتم الإعلان عنها يوم الجمعة ستعلن عن الفائز، ولكن مهما كانت نتائجها، فإن شعور الإنسانية وواجب مساعدة الغير ستبقى الجائزة الأكبر لكل إنسان والهدف الأسمى، وكما يقول شعار منظمة الخوذ البيضاء: "إن إنقاذ حياة إنسان واحد، هو إنقاذ للبشرية جمعاء".