بلدي نيوز
أفادت شبكات إخبارية محليّة بأنّ رئيس المخابرات العامة التابعة للنظام السوري، اللواء حسام لوقا، اجتمع، اليوم الخميس، مع ممثلين من أهالي مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.
وقالت الشبكات إنّ "لوقا" وصل برفقة وفد أمني إلى تلبيسة صباح اليوم، وعقد اجتماعاً بحضور عددٍ من ضباط إدارة "المخابرات الجوية".
وتزامن الاجتماع مع وصول تعزيزات عسكرية وأمنية لقوات النظام إلى محيط مدينة تلبيسة، في ظل تهديدات ببدء عمل عسكري يطول المطلوبين من أبناء المدينة.
يأتي هذا الاجتماع، وفقاً للمصادر، بعد أن تسلّم مؤخراً فرع "المخابرات الجوية" ملف مدينة تلبيسة، بعد أن كان سابقاً في عهدة فرع "الأمن العسكري" في حمص، برئاسة العميد محمد سليمان قنا.
من جهته، أصدر "مجلس عوائل تلبيسة" بياناً قال فيه إن النظام لا يتجه إلى "الحل الأمني في تلبيسة"، لكن لوقا أمهل المدينة فرصة نهائية مدتها أسبوع، قبل الشروع في "ملاحقة المطلوبين".
وجاء في البيان "اللجنة الأمنية والعسكرية" التابعة للنظام حضرت إلى تلبيسة للمرة الرابعة خلال شهر واحد.
وتابع البيان أن لوقا وجه تهديدات للأفراد الذين يرفضون التسوية أو يمتنعون عن تسليم أسلحتهم، محذرا من استمرارهم في عمليات الخطف والنهب وتجارة المخدرات. كما أشار إلى أن بعض الأشخاص الذين وافقوا على التسوية ما زالوا يحتفظون بسيارات مسلوبة ولم يعيدوها إلى أصحابها، مما يستدعي "تدخل الدولة لحماية مواطنيها"، وفقاً للبيان.
وبحسب بيان "المجلس"، أعطى لوقا أهالي المدينة فرصة نهائية مدتها أسبوع واحد تنتهي الخميس المقبل الموافق لـ 29 آب، "لحث الأشخاص الخارجين عن القانون على العودة إلى الصواب، وعدم التمادي في الباطل والجريمة".
وأفاد لوقا أنه في حال عدم الالتزام، ستكون هناك حملة أمنية على هؤلاء الأشخاص من دون التعرض لأحد من أبناء المدينة، وقال إنه ينبغي على عوائل المدينة ردع هؤلاء الأشخاص حتى لا يكون هناك عمل أمني، وفق البيان.
وأشار لوقا إلى أن "الذين يقومون بأعمال الجريمة هم الذين سيكونون سبباً في دخول وحدات الأمن إلى تلبيسة، والأمر متروك لكل شريف من أبناء المدينة".
ودعا "المجلس" بدوره هؤلاء الأشخاص إلى تسليم سلاحهم وإخراج المخطوفين، ورد السيارات المسلوبة لتجنيب المدينة "فتنة كبيرة قد تكون سبباً في أذية الكثير من الناس"، وعدم إطلاق النار في الأفراح وغيرها وعدم حمل السلاح لأي سبب كان.
في مطلع شهر تموز الجاري، قطع شبان من مدينة تلبيسة أوتوستراد حمص - حلب الدولي، من أجل المطالبة بالإفراج عن شخصين اعتقلهما النظام السوري منذ نحو شهرين، ليتدخل وجهاء المدينة ويُفتح الطريق مع وعود بالإفراج عن الشخصين، وسبق أن كرّروا قطع الطريق عقب اختطاف امرأة في شهر شباط الماضي.
وتشهد منطقة ريف حمص الشمالي بين حين وآخر توترات أمنية على صعيد جرائم السرقة أو الاغتيال أو الخطف مقابل فدية مالية، في ظل غياب تام لأجهزة أمن النظام.
وفي تموز 2023، أفادت مصادر محلية بوقوع انفجار قرب مقر "لجنة التسوية" الذي افتتحه النظام السوري في تلبيسة، وقالوا إنّ التفجير ناتج عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون قرب مدخل المدينة الغربي.
وجاء التفجير بعد أيام من إعلان النظام السوري، في 20 حزيران 2023، بدء ما وصفها بأنها "عملية تسوية جديدة" في مدينة تلبيسة، وأنّ هدفها إتاحة الفرصة و"فتح الباب أمام مَن لم تسمح لهم ظروفهم بتسوية أوضاعهم"، وفق زعمه.
يُشار إلى أنّ قوات النظام تحاول فرض السيطرة الكاملة على مدينة تلبيسة وسحب السلاح منها، وضمان عدم وجود أي تهديدات على طريق حمص - حماة الدولي، بحجة إنهاء ظواهر انتشار فوضى السلاح والمخدّرات والخطف، إلّا أنّ الناشطين اعتبروا أنّ هذه الذرائع "إعلامية"، وأنّ النظام أساساً هو مَن يقف خلف هذه الظواهر.